الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ما بين الذبح الاسلامي(الذبح الحلال) و صحة الإنسان

halal


صورة تبين طريقة الذبح الحلال وفق الشريعة الإسلامية

د. جواد الهدمي (PhD) دكتوراه علوم الدواجن التطبيقية وأمراضها/ لندن 
عضو هيئة علوم الدواجن العالمية WPSA/ لندن – لاهاي(هولندا
عضو وباحث مشارك/ الجمعية العلمية الطبية – جامعة هارفارد (USA) 

إهداء وملاحظة
أهدي هذا البحث الى روح والدي العزيزين والى ذكراهما رحمهم الله رحمة واسعة وأدخلهما فسيح جناته وندعو الله العلي القدير أن يتقبل ذلك وأن يجد القراء في هذا البحث الفائدة والمعرفة المرجوة منه ان شاء الله
كما أتقدم بهذا البحث ايضا الى اخواننا المسيحيين العرب الذين يعيشون معنا وبيننا ونعيش معهم وبينهم في وئام ومحبة وأخوة فأكلنا هو اكلهم وطعامنا هو طعامهم فليطمأنوا الى ما جاء به القرآن الكريم من إعجاز قرآني وارشاد إلهي ليس للمسلمين فقط بل للعالمين أجمع لمن تدبر وعلم ما فيه من حقائق علمية عجز العقل البشري عن إدراكها الا بعد حين مع تطور العلم وتقدمه
مقدمة في رحاب الإعجاز القرآني
الحمد لله رب العالمين، الذي أنزل على عبده الكتاب هداية وشريعة، وهو خير الدنيا وسعادة الآخرة، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين، الذي أرسله الله بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.. قال تعالى« فاستمسك بالذي أوحي إليك انك على صراط مستقيم وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون » (الزخرف 43). إن العمل في القرآن الكريم، لهو أشرف العمل، إذ أنه عمل في كلام الله تعالى، وإن حقيقة هذا الكتاب الخالد، وخفاياه، أنوار تضيء القلوب والعقول، وتفتح الأبصار والأفئدة، لتقود إلى مسالك الخير والهدى في الدنيا والآخرة.. الحمد لله الذي جعل هذا القرآن مليئاً بالمعجزات، وصلى الله على من كان القرآن خلقَه ومنهجه وإمامه، وعلى آله وأصحابه وسلّم تسليماً كثيراً
في هذا البحث تتجلّى أمامنا بعض كنوز ودُرر ولآلئ من بحر إعجاز القرآن الكريم الذي لا تنقضي عجائبه ولا تفنى معجزاته. فقد ثبُت علمياً وبما لا يقبل الجدل أن القرآن العظيم تحدّث عن العديد من الحقائق العلمية والكونية قبل أن يكتشفها العلم الحديث بأربعة عشر قرناً
وسوف نعيش من خلال هذا البحث مع بعض الحقائق التي أخبر عنها القرآن أو هدانا اليها لاتباعها وسوف نرى بأن القرآن تحدث عن هذه الحقائق بلغة علمية دقيقة وتعابير لغوية محكمة تدل على أن هذا القرآن كلام الله الحقّ، وأن محمّداً عليه صلوات الله وسلامه لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى، بل هو رسول الله إلى الناس كافة
 » ما بين الذبح الاسلامي(الذبح الحلال) وصحة الانسان« 

 


صورة لمسلم من جنوب شرق آسيا يقوم بذبح بقرة وفق الشريعة الإسلامية

الذبح الحلال: و هي طريقة الذبح الاسلامية.والتي تجب على كل ذبيحة لتصبح صالحة أو محللة للأكل حسب الشريعة الاسلامية. تعني كلمة حلال بالعربية الشئ المباح و عكسها حرام. وتوجد كلمة مماثلة لها هي كوشير بالعبرية والتي يستخدمها اليهود للدلالة على الطعام المطابق لقواعد الديانة اليهودية و عادة تدل على اللحوم
طريقة الذبح الحلال في الإسلام 
توجد بعض الاختلافات البسيطة بين المذاهب الاسلامية حول الطريقة لكن الاسس الرئيسية للذبح متفق عليها لدى جميع المسلمين. حيث يجب اولا التسمية عليها (أي ذكر أسم الله عليها ) وهذا واجب شرعي لقوله تعالى (ولا تأكلوا ممَا لم يُذكرْ اسم’ اللهِ عليه) آية (121) من سورة الأنعام 
من شروط الذبح الحلال لدى المسلم التي من الواجب الألتزام بها
* أهلية الذابح ويمكن أن يكون رجل أو أمرأة 
* توجيه رأس الذبيحة باتجاه القبلة »قبلة المسلمين مكة 
* النطق بالبسملة قبل الذبح 
* الذبح بسكين حادة 
* قطع الحلقوم والمريء والودجين اللذين يقعان في عنق الحيوان من جهة الحلقوم 
وبهذه الطريقة تعطي فرصة للدم كي ينساب خارجاً وبذلك يمكن الحصول على لحم صحي وطاهر 
ملخص مصطلح الذبح وتاريخه
مصطلح ذبح ZABH وبشكل عام يمكن وصفه بأنه الوسيلة الانسانية والصحية لقتل الحيوانات من أجل الغذاء وهي في مضمونها العام تختلف عن وسيلة الذبح الاسلامي وشروط تحقيقها للاهلية
1. تقاليد الأكل كماهي اليوم في الغرب رومانية الاصل. ولم تتغير بعد قبول الامبراطور الروماني قسطنطين الإيمان بالمسيحية. كما كانت ممارسة السيد المسيح عليه السلام هي نفس ما قام به أسلافه موسى، وإبراهيم ومن قبلهما ادم ونوح (عليهم جميعا السلام)، وبالتالي تختلف عن طريقة الرومان « ومشابه بذلك للتقاليد الإسلامية« . . 
2. كلمة الذبح ZABH تختلف في مضمونها عن كل شكل من أشكال قتل الحيوانات التي تمارس في الغرب وتقابل كلمة ذبح لغويا باللغة الانجليزية كلمةslaughter, خلافا للذبح الاسلامي، التي هي معرَفة جيدا بأنها أسلوب محدد بأمر الهي، وهي طريقة ذات قواعد ولوائح واجبة الاتباع اي حسب الشريعة
3. كلمة ذبح ZABH هي وسيلة لنزف الحيوان. أقل إيلاما وأكثر نزفا تشبه في مضمونها عملية التبرع بالدم على عكس الطريقة الرومانية لذبح الحيوان فهي نزف حتى الموت
4. وفاة الحيوان من خلال الذبح تعني البدء بتسارع هائل لعملية النزيف من خلال قطع حاد وعميق في جبهة واحدة من الرقبة ( ويمكن مقارنتها بعملية النزيف التي تتم من خلال التبرع بالدم من الوريد لجمع 340 ملم في 10 دقائق تقريبا). 
5. كلمة الذبح ZABH تعني التخدير Anesthesia والتخدير هنا كما نفهمه اليوم طبيا وهو عدم الشعور بالالم، كما وتقابلها لغويا باللغة الانجليزية كلمةstunning وهي شكل من أشكال التخدير البدائية التي مورست في سنوات خلت قبل تقدم وتطور الطب وتم التخلي عنها
6. ما يسمى اليوم بطريقة أو طرق قتل الحيوان الانسانية هي مجرد عرض لآلية مميكنة وشكل من أشكال القتل بطريقة stunning لضمان نتائج عالية الارقام في عدد الحيوانات المذبوحة لتصنيع اللحوم ولسرعة التعبئة والتغليف. . 
7. استخدام المسدس pistol كما هي احدى الطرق المتبعة في اوروبا يتتج عنها تلف كامل في المخ حيث المبدأ نفسه فالهدف هو التخير لعدم شعور الحيوان بالالم لكنه العذاب والالم الحقيقيين
8. وسيلة الذبح الحلال Halal ZABH هي طريقة إنسانية، نزف دموي شبه كامل ودون الم ينتج عنها نوعية عالية من اللحوم ذات مذاق حسن وهي امر الهي محدد الالية والاسلوب وليس من اختراع البشر
المبادىء الالهية الاساسية
وضع الله تعالى في كتابه العزيز منذ اربعة عشر قرنا من الزمان مبدأين أساسيين فيما يتعلق بعملية الذبح والاكل, ثم توجيها الهيا ملزما واجب الاتباع
المبدأ الاول: يتعلق بصحة الانسان 
المبدأ الثاني: يتعلق بالانسانية والرفق بالحيوان في سياق قتل الحيوان (الذبح حسب الشريعة) من أجل التغذي على لحومها
وتجسدت تلك المبادىء من خلال الايات القرآنية حيث قال تعالى
قال جل وعلا(حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم ) [ المائدة 3 ). 
وقال تعالى( إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير ) البقرة 173
وهذا ما يتعلق بالمبدأ الاول بصحة الانسان وسيرد التفصيل العلمي لاحقا لبيان أثر الميتة والدم على صحة الانسان
وقال تعالى (ولا تأكلوا ممَا لم يُذكرْ اسم’ اللهِ عليه) آية (121) من سورة الأنعام
وهذا ما يتعلق بالمبدأ الثاني بالانسانية وبالرفق بالحيوان في سياق قتل الحيوان وسيرد التفصيل العلمي لاحقا لبيان اهمية التسمية في سكون الحيوان عند الذبح ونوعية اللحوم الناتجة
اما التوجيه الالهي الملزم والواجب الاتباع فقد جاء في كتابه العزيز بقوله تعالى
يقول الله سبحانه وتعالى مخاطباً عباده المؤمنين الذين ناداهم في مطلع هذه السورة العظيمة بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ‏} [سورة المائدة: آية 1]، 
وقال تعالى: « فاستمسك بالذي أوحي إليك انك على صراط مستقيم وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون » (الزخرف 43). 
التفسير العلمي للمبدأ القرآني الاول فيم يتعلق بصحة الانسان
قال جل وعلا(حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم ) [ المائدة 3
وقال تعالى( إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير) البقرة 173.
فما هي الحكمة من تحريم أكل الميتة هذا التحريم القاطع ؟؟ 
تحريم الميتة. . 
لقد ثبت علميا وبشكل مؤكد أن جسم الميتة في الحيوانات يحتبس فيه الدم وسمومه، وقد يتخلل جميع الأنسجة اللحمية، وتبدأ السموم عملها في كل خلايا الجسم، فتكتسب الميتة اللون الداكن، وتمتلئ الأوردة السطحية بالدماء، وتتوقف الدورة الدموية دون أن يتسرب حتى ولو قدر ضئيل من تلك الدماء إلى خارج الجسم، وتصبح بذلك الميتة كلها بؤرة فاسدة للأمراض، ومجمعا خبيثا للميكروبات، ويبدأ التعفن في عمله فيها، ويعم أثره في اللحم لونا وطعما ورائحة، فالميتة إذن ليست من الطيبات على الإطلاق ..( يسألونك ماذا أحل لهم، قل أحل لكم الطيبات ) (المائدة 4كما أن الميتة يفقد لحمها كل قيمة لأن إنزيمات التحلل تبدأ عملها في الخلايا فتفقدها كل قيمة غذائية، وعلى أية حال فإن المسلمين يمتنعون تماما ومن قبل معرفة هذه الحقائق العلمية عن أكل لحم الميتة اتباعا لأوامر الخالق في كتابه الكريم، لأنهم يؤمنون أن ما جاء في هذا القرآن إنما هو الحق المطلق الذي لا يتغير ولا يتبدل .. (وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين) [ يونس (37). 
أنواع الميتة. . 
المنخنقة 
هي التي تموت بالخنق، إما قصدا، وإما عرضا كأن تتعثر مثلا في وثاقها فتموت، وقد ثبت علميا أن الحيوان إذا مات مختنقا أي بمنع الأوكسجين في الدخول إلى رئتيه فإنه يتراكم في جسمه غاز ثاني أكسيد الكربون السام، كما تتراكم جميع الإفرازات السامة التي تخرج عادة مع التنفس في عملية الزفير، وهذه المواد إذا احتبست ولم تخرج عادت لتمتص في الجسم ويحدث التسمم في كل الأنسجة، فتؤدي إلى الوفاة. وبالتالي فإن أكل لحوم هذه الحيوانات معناه انتقال هذه المواد السامة إلى جسم آكلها فتسبب أمراضا خطيرة، أيسر كثيرا من علاجها أن نتجنب أكل هذه اللحوم كما أمرنا العليم الحكيم. . 
الموقوذة 
الموقوذة هي التي تضرب بعصا أو خشبة أو حجر حتى الموت، وهذه الحيوانات تفسد لحومها لتلف الأنسجة، واحتوائها على الكثير من الميكروبات نتيجة احتقان الدم فيها وعدم ذبحها بالطريقة التي أمر بها الله جل و علا
المتردية 
المتردية هي التي تموت من السقوط من مكان عال أو تسقط في بئر أو من جراء حادث كصدمة سيارة، وهذه الحيوانات تفسد لحومها وتتلف ولا تكون صالحة لغذاء البشر؛ لما تحتويه من جراثيم وميكروبات تسبب أمراضا شتى. . 
النطيحة 
النطيحة هي التي تموت بسبب نطح حيوان آخر لها، وقد قال ابن عباس:  » النطيحة هي ما نطحت فماتت فما أدركته يتحرك بذنبه أو بعينه فاذبح وكل » ولحومها تحتوي على ميكروبات مختلفة نتيجة موتها بهذه الطريقة وعدم تخلصها من الدماء الفاسدة. . 
ما أكل السبع
وقد حرمت لحوم ما أكل السبع لحكمة إلهية عظيمة، اكتشف الطب الحديث جانبا منها، حيث ثبت أن الجراثيم والميكروبات التي تكون في أظافر السبع حين تنهش فريستها تنتقل إليها وتسبب أمراضا لمن يأكل لحومها بعد ذلك، كما أن السبع أو الحيوانات البرية بشكل عام قد تكون مصابة بمرض تظهر آثاره في فمه ولعابه، وينتقل بدوره إلى جسم الفريسة، فتتسبب في أضرار بالغة لآكل لحومها. . 
تحريم الدم. . 
فلنتعرف أولا على وظيفة الدم في جسم الكائن الحي: إن الدم يقوم في جسم الكائن الحي بوظيفتين: الأولى أنه ينقل المواد الغذائية التي تمتص من الأمعاء مثل البروتينات والسكريات والدهون إلى أعضاء الجسم وعضلاته، إلى جانب حمله للفيتامينات والهرمونات والأوكسجين وجميع العناصر الحيوية الضرورية. والثانية: هي حمل إفرازات الجسم الضارة في جسم الحيوان كي يتخلص منها مع البول أو العرق أو البراز. فإذا كان الحيوان مريضا فإن الميكروبات تتكاثر عادة في دمه، لأنها تستعمله كوسيلة للانتقال من عضو إلى آخر، كما أن إفرازات الميكروب وسمياته تنتقل عن طريق الدم أيضا، وهنا يكمن الخطر..لأنه إذا شرب الإنسان الدم فستنتقل إليه كل هذه الميكروبات وإفرازاتها، وتتسبب في أمراض كثيرة مثل ارتفاع البولينا في الدم، مما يهدد بحدوث فشل كلوي أو ارتفاع نسبة الأمونيا في الدم وحدوث غيبوبة كبدية.. وكثير من الجراثيم التي يحملها الدم تحدث في المعدة والأمعاء تهيجا في الأغشية، مما يسبب أمراضا كثيرة لكل هذه الأسباب حتم الإسلام الذبح الشرعي الذي يقتضي تصفية دم الحيوان بعد ذبحه وكذا حرم الله شرب الدم أو دخوله بأي شكل من الأشكال إلى الغذاء الآدمي، وهذا قبل أن يخترع الميكرسكوب، وقبل أن يعرف الإنسان أي شئ عن الجراثيم والميكروبات(أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون) العنكبوت (4). . 
تنقية اللحوم الحيوانية. . 
يتضح مما سبق أن من الطبيعي أن يموت الحيوان بطريق الخطأ أو أن يقتل بأي من الحوادث المذكورة أعلاه أو بطرق الذبح غير المشروعة من وسائل القتل المتبعة حاليا حتى لو غلفت ( بنص قانوني), (ما لم يكن قد ذبح قبل أن يموت وحسب الشريعة), فهي كلها من جهة تنقية لحوم الحيوانات من الدم الملوث هي وسائل مرفوضة علميا بنص القران الكريم
1- تتم تنقية لحوم الحيوانات المذبوحة بالتخلص تماما من الجزء الاكبر من الدم غير الصافي أو الملوث من خلال النزف بعد الذبح الصحيح وليس النزف حتى الموت الناتج عن طرق الذبح غير المشروعة والتي تشكل الما كبيرا للحيوان أو الطير المذبوح
2- جميع طرق الذبح غير المشروعة بإستخدام اي من طرق القتل أو التخدير المتبعة يكون حكمها بالشريعة حكم االوفاة من الإصابات الناجمة عن الحوادث أي حكم « الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة » والتي يقابلها في اللغة الانجليزية مصطلح pre slaughter stunning methods الذي أشرنا اليه سابقا بعكس مصطلح الذبح حسب الشريعة
3- جاءت تعبيرات القران الكريم بوصف الحال adverb وليس بوصف الفعل verb أي  » الميتة , المنخنقة , الموقوذة , المتردية , النطيحة » بدلا من أمات , خنق ..الخ ولم يكن من الصعب على العلي القدير اختيار التعبيرات والمصطلحات المناسبة وتشكيلها للدلالة على المعنى المقصود فوصف الحال دلالة على أن الموت قد سبق النزف فهو داخلي ولم يتخلص منه الجسم أو أنه نزف حتى الموت ففيه الالم الكبير للحيوان . وفي كلتا الحالين , فلا تحققت صحة الانسان ولا تمت الرأفة بالحيوان
4- جاءت تعبيرات القرآن الكريم دقيقة حاسمة للدلالة على المعنى المقصود فالترجمة الحرفية لا تعطي بالضرورة المدلول المقصود وهذه هي قوة اللغة القرآنية وبلاغتها فمثلا
* الا ما ذكيتم: التذكية هنا هي الذبح التام والتسمية هنا واجبة فالذبح بدون التسمية هو قتل أي يقابلها كلمة Or slaughtering Killing 
الذبح (الحلال) يعني التخدير وعدم الشعور بالالم Anesthesia ولا يقابلها بالمعنى المقصود كلمة Stunning 
الذبح (الحلال) يعني الالية والنظام والقانون المحدد بالشريعة الالهية ولا يقابلها بالمعنى المقصود كلمة Slaughter 
النزف الناتج عن الذبح حسب الشريعة لا يقابلها كلمة Bleeding فقد يكون النزف من غير موضعه المحدد 
القطع أي قطع الحلقوم والمريء والودجين اللذين يقعان في عنق الحيوان من جهة الحلقوم فلا يقابلها كلمة Cut مجردة فقد يكون القطع من غير موضعه المحد.
وهكذا فكلمة صوم لا يقابلها كلمة Fasting مجردة أي الامتناع عن الاكل فقط وكلمة صلاة لا يقابلها كلمة Prayer فقد تكون الصلاة المقصودة هي لغير الله تعالى من غير المسلمين
5- هذه هي نعمة من الله تعالى على المسلمين وعلى الحيوانات ايضا وضعها الله تعالى في كتابه العزيز منذ اربعة عشر قرنا من الزمان بها مبدأين أساسيين وهي المحافظة على صحة الانسان ثم الرأفة بالحيوان ( وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين ) يونس (37). 
المتطلبات الفسيولوجية والتشريحية لتنقية اللحوم من دمها 
اذا كان الهدف هو التخلص من الجزء الاكبر من دم الذبيحة فمن المعروف أن هذا الدم يسير في دائرة مغلقة في الجسم هي الدورة الدموية , وحتى يتم التخلص منه لا بد اذا من قطع الاوردة والشرايين لكي يسمح للدم بالخروج. ولهذا فانتشار تلك الاوردة وخصوصا القريب منها من سطح الجلد هي ضرورة أكيدة وأساسية لعملية النزف. ومن هنا فكبر حجم الاوردة الممكن قطعها وزيادة عددها تعني بالضرورة الكمية الكبرى من الدم الممكن التخلص منها في جسم الحيوان. ومن الواضح أنه من الناحية التشريحية للجسم Anatomically فان هذة الاوردة المطلوبة تتركز في العنق أو الرقبة حيث يوجد الوجدين وكذلك الحلقوم والمريء فتقع جميعها قريبة من سطح الجلد
كذلك من المعروف علميا أنه كلما زاد مدى نبضة القلب وقوتها the heart beats كلما زادت كمية الدم المتدفقة خارجا لحظة قطع الاوردة. وبالتالي فان الحيوان الميت أو شبه الميت سوف ينزف بعض الوقت وبكمية قليلة فقط من الدم الواجب اخراجة أو التخلص منه
من المعروف علميا أيضا أنه كلما زادت عملية التنفس في الرئتين قوة وعمقا كلما زادت عملية امتصاص ثم تدفق الدم من والى الى القلب من المناطق المحيطه به. كذلك فان سرعة التنفس تضمن أيضا أكسدة جيدة للانسجة  » أي دخول كمية جيدة من الاكسجين اليها » وبالتالي تمنع حدوث حالة الخمول والكسل الناتجة عن نقص الاكسجين (Prevents stagnant and anoxia) , والتي تؤثر على مستوى الحموضة في الدم (of the blood P.H) وفي الانسجة لاهمية حموضة الدم في عملية استخراج الدم من تلك الانسجة وبالتالي تؤثر لاحقا على نوعية اللحوم
يمكن القول أيضا أن من المحتمل أن يكون لزيادة ضغط عضلات الجسم على الاوردة تأثير كبير على تدفق الدم خارجا بعد عملية القطع وحتى النقطة الاخيرة منه
من المهم أن نعرف هنا أنه لا يمكن الوصول الى تلك المعادلة وتحقيق تلك الشروط العلمية المذكورة أعلاه لضمان خروج وتخليص الجسم من الدم الفاسد والتنقية التامة وفقط أيضا الا من خلال الامور التالية
1. استمرار عمل الاوردة الدموية بصورة فعالة من خلال ميكنة داخلية مركزية وفي حالة وعي لدى الحيوان او الطير Consciousness أي ليس حالة موت
2. ضمان عمل قلب طبيعي Normal Heart 
3. ضمان عمل دورة دموية وعملية تنفس مركزية طبيعية. (A normal circulatory and normal respiratory centre). 
هذه هي المتطلبات الفسيولوجية والتشريحية التي قد يكون التطور العلمي اكتشفها حديثا لكن القرآن الكريم قد اشار اليها منذ أربعة عشر قرنا ولم يكن من المقدور تفسيرها علميا. لكن كيف يفسر علماء الفسيولوجيا اليوم عملية الذبح حسب الشريعة الاسلامية فسيولوجيا؟ 
1. أن طريقة الذبح حسب الشريعة تحدث صدمة نزفية Hemorrhagic Shock حيث يوجه السائل الدموي في الدورة الدموية الى الخارج من خلال القطع الحادث والسريع للحلقوم والمريء والوجدين, لكن يحدث العكس تماما فيما لو أستخدمت الصدمة الكهربائية قبل الذبح أي عملية Stunning المشار اليها سابقا
2. إن عملية أل Stunning بالاضافة لكونها مؤلمة للحيوان فانها كذلك وسيلة أقل فاعلية لعملية النزف المرغوبة, أما من وحهة نظر مؤيديها فعملية القطع تتطلب سيطرة كاملة على الحيوان من خلالها حتى يمكن التحكم به ولو لفترة قصيرة جدا لكن قد يكون القلب حينها قد توقف عن العمل أو ضعف من أثر الصدمة الكهربائية والتي قد تسبب موتا سريعا للحيوان مع زيادة قوة الصدمة الكهربائية, وبالتالي فلا يكون هناك معنىً لعملية النزف ويبقى الجزء الاكبر من الدم مخزنا في الجسم دون امكانية التخلص منه
3. وحيث ثبت عند جميع العلماء دون استثناء أثر الدم السيء فقد ثار جدل كبير في الاوساط العلمية في الغرب عن جدواها (Stunning) أو كيفية تقليل الاثر السيء لها مع الرغبة في ابقائها في حدودها الدنيا لقناعتهم في امكانية تقليل الالم عند الذبح وتماشيا مع تطور الميكنة وزيادة الانتاج
4. إن أنصار استخدام عملية ال Stunning قد افترضوا أن الالم اقل في حين أن المنطق يقول أن إحداث الاصابة بالرأس بصدمة كهربائية أو بصدمة معدنية أو بأصابة جلطة دماغية هي ليست كذلك فألمها كبير وكبير جدا!!!. 
5. مع افتراض أن ال Stunning قد تحدث تخديرا للحيوان وهي أقل سوءا من عمليات القتل الاخرى المتبعة وأسميناها slaughter methods فهي وكما أشرنا اليها سابقا هي طريقة تخدير بدائية وليست كالتخدير الحادث من الذبح حسب الشريعة وأسميناها Anesthesia وبالتالي فان الذبح الحلال في كل الاحوال هي أكثر انسانية ورأفة بالحيوان
6. ان عملية الذبح الصحيحة (الحلال) تحدث نزفا سريعا من الوهلة الاولى لعملية القطع وحتى توقف القلب عن النشاط وبالتالي فان فترة النزف تكون طويلة نسبيا مع نشاط القلب مما يتيح فرصة أكبر للتخلص من الكمية الكبرى للدم. وعكس ذلك ينتج مع إحداث الصدمة الكهربائية ففترة النزف تكون أقل مع ضعف نشاط القلب أو توقفه سريعا مع احتمال حدوث تفجر داخلي للاوردة والشرايين والشعيرات الدموية اي نزف داخلي وخروج الدم من مسار الدورة الدموية الطبيعية حيث تتسبب الصدمة في حدوث ما يسمى ب neurogenic shock بسبب تأثر النظام العصبي بها
تقييم الالم عند الذبح:

 

مما سبق اعلاه فقد تم مناقشة المتطلبات الفسيلوجية والتشريحية لعملية الذبح, لكن من المهم معرفة وتقييم الم الذبح الناتج عن عملية القطع حسب الشريعة الالهية وبشكل علمي لمعرفة هل يعاني الحيوان الما مع لحظة القطع ومع النزف وما مدى قوة هذا الالم على الحيوان؟ لندرك مع نهاية المناقشة مدى قدرة الخالق عز وجل ومدى رأفته ورحمته بهذا المخلوق
1. أولا نحن كبشر يمكننا ادراك ذلك وبصورة أولية من خلال مراقبة ثلاثة أمور وهي
* لحظة قطع الرقبة cut on the neck * عملية النزف bleeding * التشنجات التي قد تحدث مع الحيوان convulsions . ويمكن مقارنة ذلك مع الانسان نفسه في حالة حدوث جرح مفاجئ وغير مقصود في أي من أعضاء الجسد ثم النزف الذي يليه وعلى ضوء القواعد الفيسيولوجية والتشريحية من الاحساس بالالم
2. ان محفذات الاحساس بالالم Painful stimuli وكما هو معروف علميا تتركز في المناطق القريبة من الجلد ثم لينتقل الالم بعد ذلك الى المخ عن طريق الجهاز العصبي إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ النساء (56 ): 
( للعلم فهذه احدى معجزات القرآن الكريم منذ اربعة عشر قرنا ولم يكتشفها العلم الا حديثا). 
3. ان لحظة القطع المفاجئة بسكين حادة ( وهي واجبة حسب الشريعة مع الذبح) هي لحظة غير ادراكية كما هي لحظة احداث جرح مفاجىء مع حلق الذقن بشفرة حلاقة حادة لا يدرك الانسان حدوثها الا بعد لحظات من ظهور بعض الدم على الذقن وقد لا يشعر بالمها أو يحس بها الا بعد ادراك المخ لها
4. ان احداث القطع السريع للوجدين والحلقوم والمريء معا وبصورة مفاجئة يليه حدوث نزف سريع يقطع الدم والاكسجين عن المخ يجعل فقد الاحساس لدى الحيوان سريعا ويلغي احساس المخ لها كما يحدث له نوعا من التخدير للالم مع بقاء نشاط وعمل المخ والقلب بصورة طبيعية لاتمام عملية النزف خارجا
5. لهذا شرع لنا الله تعالى الذبح من الجهة الامامية للعنق الى الداخل وليس العكس فهي مؤلمة وبغيضة
6. ولهذا فان السكين الحادة والقطع السريع تعمل بمثابة اداة لقتل الالم اللحظي حين القطع كما هي الادوية قاطعة الاحساس بالالم. مع ملاحظة أن شد الرقبة الى الخلف عند القطع يساعد في القطع السريع والنزف الحاد
7. يمكننا تقييم مدى الالم عند القطع من خلال مثال عملي وطبي اخر. فكثيرا ما يتم اللجوء الى عمل فتحة في القصبة الهوائية trachea وبصورة اضطرارية للمساعدة في عملية التنفس, ومعروفة علميا ب tracheostomy . ويتم اجراء هذه العملية السريعة بالوعي التام للمريض لكن مع عمل تخدير موضعي تحت الجلد local anesthesia لتخفيف الالم ولتهدئة المريض وسكونه. وهنا يتم عمل قطع بسيط في جلد الرقبة والانسجة القريبة مقابل القصبة الهوائية
8. لسنا هنا بحاجة الى اعطاء الحيوان مخدر بسيط تحت الجلد خلافا للمريض لثلاثة أسباب وهي
في حالة المريض فان العملية تجرى للمساعدة في عملية التنفس ولتقليل النزيف ووقفه خلافا لعملية الذبح المراد بها نزفا كاملا
ان عملية النزف السريع والشديد sever haemorrhage ومنذ اللحظة الاولى للقطع تعمل كقاتل للالم بسبب احداثها لحالة anoxia ء(lack of oxygen) أي نقصا في الاكسجين الوارد مع الدم لخلايا المخ بسبب النزف الخارجي فيفقده الاحساس بالالم
ليس من المرغوب أو المستحسن اعطاء الحيوان أي من الادوية أو العقارات الطبية عند أو قبل الذبح بل محذور فعل ذلك حيث تؤثر على نوعية اللحوم وقد لا تكون أمنة للمستهلك, هذا من جهة, كذلك فمما سبق يتضح أن الحيوان ليس بحاجة أصلا الى المخدر بتاتا
9. لا بد هنا من التفريق بين عدم الوعي Unconsciousness وعدم الاحساس للالم Insensitivity فالحيوان هنا مع عملية الذبج يكون كامل الوعي لكنه عديم الاحساس بالالم فالمخ والقلب نشيطان وهي من المتطلبات الفسولوجية والتشريحية للتخلص من الدم
10. يمكن القول أيضا أن من المحتمل أن يكون لزيادة ضغط عضلات الجسم على الاوردة تأثير كبير على تدفق الدم خارجا بعد عملية القطع وحتى النقطة الاخيرة منه
11. عندما يعطى الانسان مخدر موضعي يلغى الاحساس لهذه المنطقة الممثلة لها في الدماغ. وكذلك الحال في الحيوانات وبالتشابه فمنطقة القطع هي المنطقة التي تمثل الدماغ في الاحساس فعندما تقطع يلغى الاحساس في الدماغ لتلك المنطقة لكن مع النزف السريع والمفاجىء والمتواصل فان الاحساس المركزي في الدماغ يتوقف
12. من المهم أن نعرف أن مناطق الاحساس في طبقة الجلد والمحفزات بها والمنطقة الممثلة لها في الدماغ عند الانسان هي ليست بالضرورة مكافئة لمناطق الاحساس عند الحيوان, فطبقة الجلد رقيقة في حين أن طبقة الجلد الحيواني أكثر سمكا. ومن المهم أن ندرك علميا بأنه ومن الناحية التشريحية والتركيبية كلما زادت الطبقة سمكا كلما قلت المحفزات الاحساسية بها
13. ومن هنا ومما سبق نستنتج أنه وكما المخدر يلغي الاحساس بالالم فان القطع والنزف السريع يعمل عمل التخدير وأسميناها Anesthesia وهي حالة الوعي مع عدم الاحساس بالالم . وكما التخدير فعال في ازالة الالم عند الانسان فان الذبح حسب الشريعة هي الطريقة المثلى المماثلة لها تماما
14. تختفي التشنجات عند الحيوانات مع الذبح في لحظات قليلة جدا يشعر الحيوان فيها بالسكون والهدوء أثناء النزف ويمكننا مراقبة ذلك
15. الخلاصة النهائية هي: ان الذبح حسب الشريعة يساوي عدم الاحساس بالالم عند القطع ومع النزيف التام. فهل هناك رأفة بشرية توازي الرأفية الالهية؟ وهل يكون البشر أكثر رحمة من رب العالمين خالق الكون عز وجل؟ فلماذا القلق اذا؟
ألم التشنجات Pain of Convulsions 
التشنجات هي الحركات الايقاعية الظاهرة على جسم الحيوان rhythmic movements وهي من الناحية الفسيولوجية تؤكد أعراض نقص الأكسجة عن المخ symptom of hypoxia (النقص في امدادات الاوكسجين). من المعروف أن المرضى الذين يعانون من الصرع الشديد epilepsy acute، يصبحون فاقدي الوعي أولا ثم يحدث التشنج وقد يؤذون أنفسهم بعد ذلك دون وعي منهم ولكنهم لا يتذكرون ايذاء أنفسهم
وبقدر ما يعنينا هنا النزيف والتشنجات الحادثة للحيوان، فيمكننا القول أن القسوة تكمن في عيني الناظر فقط. ففي ما يتعلق بمبادىء علم الفيزيولوجيا فان التشنجات البسيطة ضرورية جدا لفصل اللحم عن الدم لان حركة العضلات تزيد من عملية اخراج الدم والتخلص منه كما ورد سابقا. . 
التشنجات الحقيقية لا تحدث الا إذا تم قطع الحبل الشوكي اي قطع العمود الفقري أو من جراء تدمير المخ أو تثبيط عمله بأي من الطرق المتبعة وهي مؤلمة أيضا. وهذا هو السبب في أن قطع الحبل الشوكي أو كسر 
الرقبة هي البغيضة في الذبح. عند تهيأة الحيوان لعملية الذبح من الطبيعي أن تكون هناك بعض التشنجات والحركات اللاارادية convulsions, لذلك على الذابح أن ينتظر قليلا حتى يهدأ الحيوان وقد يكون ذلك لثواني معدودة حتى تختفي التشنجات وتنتهي أوزارها وكما ذكر اعلاه فان التشنجات بعد الذبح مباشرة تختفي من أثر النزف لدخول الحيوان في حالة غيبوبة وهنا تكمن الرأفة بالحيوان
لكن هذا من وجهة نظر الصناعة الحديثة هي مضيعة للوقت وغير اقتصادية. و هو أيضا السبب الحقيقي في اعتماد طرق القتل المختلفة في اوروبا من أجل السيطرة على الحيوان لكنه هو العنصر الاساسي الذي يؤدي الى تدمير المخ او النخاع الشوكي حيث قد يكون القطع ميكانيكيا من أي جهة كانت من العنق أو من خلف الرقبة وهو العذاب بعينه.

 

 


رسم يوضح عملية الذبح الآلي للغنم وذلك بقطع الرأس بشكل آلي

طرق الذبح في أوروبا Methods of Slaughter in Europe
طبيا نحن نعرف اليوم أنه من الناحية الفسيولوجية ومع ذبح الحيوان وبطريق سليمة، بقطع الأوعية الدموية الرئيسية في الرقبة، ومن المكان المحدد تشريحيا, فانه يحدث نزيف غزير ومفاجئ واسميناها (الصدمة النزفية) تؤدي الى حالة تخدير عام  » Anesthetization  » في الدماغ نتيجة لسرعة فقدان الدم من المخ تثبط على الفور عمل الدماغ . وهذا فيما يتعلق بطريقة الذبح حسب الشريعة. لكن هناك أنواع عديدة من التقنيات الحديثة ما زالت تستخدم اليوم في اوروبا وثبت من خلال المناقشة أعلاه عدم جدواها انسانية أو رأفة بالحيوان كما تم تفنيدها علميا وبشكل مفصل, فما هي هذه الطرق
1. استخدام المسدس وتطبق على الابقارThe captive bolt pistoتؤدي هذه الطريقة الى تدمير كامل للمخ وتثبط عمل القلب فيبقى الدم في الجسم دون التخلص منه, كما أنها مؤلمة جدا وخطرة كضربة فأس على الرأس فلا هي رحيمة بالحيوان ولا هي صحية للانسان. وتم مناقشة ذلك وبصورة علمية
2. الصدمة الكهربائية وتطبق على الاغنام Electric stunning 
تؤدي هذه الطريقة الى تثبيط عمل المخ وعمل القلب فيبقى الدم في الجسم دون التخلص منه, وتؤدي الى نزيف داخلى بالاوردة والشعيرات الدموية وقد تؤدي الى موت الحيوان قبل النزف كما أنها مؤلمة جدا فلا هي رحيمة بالحيوان ولا هي صحية للانسان. وتم مناقشة ذلك وبصورة علمية بالتفصيل.

 

 


صورة توضح عملية الصعق الكهربائي للحيوان قبل تقطيعه تمهيدا لأكله

 


صورة توضح عملية قتل الحيوان بواسطة المسدس بدل ذبح كما هو معروف في الشريعة الإسلامية

3. الصدمة الكهربائية بالحوض المائي وتطبق على الدواجن Electrified water bath 
تستخدم هذه الطريقة في مسالخ الدواجن وهي مشابهة من حيث المبدأ بما يطبق على الاغنام مع اختلاف في شدة الصدمة وقوتها والية تطبيقها نظرا لاستخدام المياه في ازالة ونتف الريش. وتؤدي أيضا الى تثبيط عمل المخ وعمل القلب فيبقى الدم في الجسم دون التخلص منه, وتؤدي الى نزيف داخلى بالاوردة والشعيرات الدموية وقد تؤدي الى موت الحيوان قبل النزف كما أنها مؤلمة جدا فلا هي رحيمة بالحيوان ولا هي صحية للانسان. وتم مناقشة ذلك وبصورة علمية بالتفصيل.

 

 


صورة لدجاج حي جاهز للصعق الكهربائي

4. استخدام غاز ثاني اكسي الكربون Carbon Dioxideء ( CO2 gas) 
يستخدم هنا خليط من غاز ثاني اكسيد الكربون ( 65 -70% ( CO2 gas والهواء ولمدة 45 ثانية لعملية خنق الحيوان وتتطلب ضرورة بدء النزيف خلال 30 ثانية لا أكثر وبالتالي فهناك صعوبة في الوصول الى ذلك عمليا. وطبقت بداية على الاغنام والطيور والخنازير ونظرا لرداءة اللحوم الناتجة عن طريقة القتل هذه فقد توقفت لعدم ملائمتها للحيولنات الكبيرة أو الطيور واستقر الاستخدام في عملية قتل الخنازير فقط
ومهما كانت الوسيلة أو الحيوان المستخدم عليها فحكمها حكم الميتة والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة. ناهيك عن رداءة نوعية اللحوم لبقاء الدم في الجسم وهي أيضا طريقة غير انسانية للحيوان.

 

التسمية قبل الذبح 
.. قال تعالى« فاستمسك بالذي أوحي إليك انك على صراط مستقيم وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون » (الزخرف 43). 
والله سبحانه وتعالى أمرنا بالتسمية عند الذبح فقال جل جلاله فى سورة ‏الأنعام( فكلوا مما ذكر اسم الله عليه ان كنتم بآياته مؤمنين)( آية 18 ) وقال جل ‏‏شأنه { ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق} (آية 121) .
وقال أيضا ( أنعام لايذكرون اسم الله عليها افتراء عليه ) (آية138). ‏ 
نحن كمسلمين نلتزم بما أمرنا الله تعالى عز وجل ونأخذ به يقينا أن ذلك هو الصالح لنا مع عدم قدرتنا أحيانا كثيرة على ادراك المغزى من وراء ذلك الامر والتوجيه الالهي أو التفسير العلمي الذي يستند اليه هذا الامر, حتى نتمكن من ادراك هذه الحقيقة العلمية فيما بعد مع تطور العلوم وتقدمها
شهادات وآراء العلماء الاوروبيون حول طريقة الذبح الاسلامي 
Statements made by European Scientists on Islamic way of slaying animals ل(Zabh Halal) 
1- شهادة الطبيب الجراح اللورد هوردر (مترجمة
Statement made by Lord Horder, G.C.V.O., M.D., F.R.C.P. 
 » يفقد الحيوان الوعي بالحال, من الصعب تصور أن هناك وسيلة يمكن أن تحقق موتا أكثر سرعة وبدون الم كهذه الطريقة. وخلال ثوان من القطع فان الحيوان لا يبدي نوعا من الحركة. تحدث حركات تشنجية قد تستمر لدقيقة تتوقف بعدها. وتفسير تلك الحقائق واضحة. حين يتم القطع بسكين حادة وبيد ماهرة ومع القطع مباشرة يحدث نزيف حاد يؤدي الى انخفاض بضغط الدم ويدخل الحيوان بحالة غيبوبة وعدم وعي . أن الحركات التي تبدو على الحيوان وتبدأ بعد 90 ثانية من القطع ولتستمر 90 ثانية هي حركات تشنجية طبيعية نتيجة لانقطاع الدم ونقص الاكسجين عن المخ تدخل الحيوان في حالة غيبوبة وعدم احساس بالالم وتساعد في التخلص من الدم
ان التمحيص الحاسم والدقيق في طريقة الذبح هذه تتركني وبدون ادنى حالة من الشك وبيقين انها الاقل خطرا والما من اي طريقة ذبح أخرى يتم ممارستها حاليا« . 
2- شهادة الطبيب الجراح السير لوفات ايفانس ( استذ الفسيولوجي بجامعة لندن) (مترجمة
Statement made by Sir C. A. Lovatt Evans, D.Sc. F.R.S. 
(Emeritus Professor of Physiology, London University) 
« رأيي وكعالم فسيولوجي أنه يجب علي الاعتقاد أن هذه الطريقة هي الاكثر انسانية من أي طريقة تستخدم أو قد تستحدث لهذا الغرض. وسبب الاعتقاد فيما يتعلق بهذه الطريقة بانها عديمة الالم تستند الى نقطتين
1. الاحساس العام 2. المعرفة بعلم الفسيولوجي 
ان الاحساس العام يقول لي لو أن هذا الحيوان يشعر بالمعاناه فلا بد من أن يرفس بالحال مع لحظة القطع لكن من يراقب ويشاهد يدرك تماما عدم المعاناة. بعد لحظة القطع للاوردة يسترخي الحيوان تماما وما هي الا دقيقة حتى تهدأ الحركات التشنجية وتتوقف. ونعرف ان عدم الوعي يحدث مع لحظة القطع الاولى. واعتمادا على المبادىء الفسيولوجية مرة اخرى, فمن الواضح أنه مع قطع الاوردة الرئيسية بالعنق وتدفق الدم فان هبوطا حادا في ضغط الدم الى المخ يحدث كما يفقد ضغط الدم في الاوردة الاخرى للمخ تدريجيا فيحدثان حالة غيبوبة فورية لدى الحيوان. ان من السخف الاعتقاد بشعور الحيوان بالالم ومن هنا فلا يوجد طريقة تعادل هذه الطريقة« .

 

References 
1. Islamic Medical Association publications 
2. George Sales. Translation 1825 Ed. 
3. Pickthal. Glorious Quran. 
4. Qousuf Ali’s translation. 
5. Hedaya. Original translation undertaken by Charles Hamilton on the order of the Governor of Bengal. New edition edited by Standish Grove Graddy 1870. 
6. Humane Killing of animals. Universities Federation of Animal Welfare. 
7. Symposium on Humane method of Slaughter and Slaughter house techniques. Universities Federation of Animal Welfare. 
8. Pistol versus pole axe. Miss Macnaghten. 
9. Farmers & Stock Breeders. « pig under stress ». 
10. Impact International. 25th Feb. 9th Mar 1972. Curious saga of humane slaughter. 
11. A critical study of electric stunning, the Jewish method of slaughter by Rabbi Solomon David Sassoon. 
12. Wylie’s textbook of Anaesthesia. Grays Anatomy. 
13. Wrights. Principle of Physiology. 
14. Callow. E. H. Food Hygiene. Cambridge. 1952. P.14. 
15. Thornton’s text book of meat inspection. 
16. British Encyclopedia 1786 – « Islamic education like Islamic Sciences evolved round theology ». 
17. Oxford English Dictionary – meaning of « Slaughter ». 
18. Modern Egypt. Earl Krommer part II p.179-181 
19. Google Documents Web site. 
20. Hidmi. Jawad. “Poultry slaughtering plants, mechanism and hygiene”.2003

 

 

حكم صحية في محرمات قـرآنية – تحريم تناول الدم المسفوح

منقول رجاءا




أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً
صورة لبقرة يتم قتلها وسلخها آليا في أحد المسالخ

 

ا.د/ كارم السيد غنيم

 

أستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر

 

عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد، فإن الإسلام ما نهى عن شئ إلا وتجد فيه ضررا للإنسان، وما أمر بشئ إلا وتجد فيه منفعة للإنسان، في دنياه أم في آخرته، أو في كليهما معا… وتتوالى البحوث العلمية على مر القرون وتأتي نتائجها بما يتوافق مع هذه الأوامر والنواهي، وفي هذا سر من أسرار كتاب الله العظيم وسنة نبيه الكريم. وقد ورد النهي عن تناول الدم المسفوح ولحوم الميتة ( وما يتبعها من المنخنقة والموقوذة والمتردية… إلخ) والخنزير وما ذبح ولم يذكر اسم الله عليه، وذلك في أربعة مواضع بالقرآن الكريم، اثنان في سور مكية (الآية 145 في سورة الأنعام، والآية 115 في سورة النحل)، واثنان في سور مدنية (الآية 173 في سورة البقرة، والآية 3 في سورة المائدة)… وبالتالي فإن تحريمها يتأكد بذكرها في هذه المواضع من كتاب الله المجيد.

 

وردا على سؤال حول المحرمات الواردة في قول الله تعالى ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (3) سورة المائدة ، أجاب الشيخ أحمد الشرباصى – رحمه الله (وهو من كبار علماء الأزهر) بقوله: بجوار هذه المحرمات القليلة سبق إحلال طيبات كثيرة، فالله تعالى قد قال : ( كلوا من طيبات ما رزقناكم (172) ) [سورة البقرة] ، وقال : ( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق (32) ) [سورة الأعراف] ، فأنواع الأحياء في الماء أو في الهواء أو في الأرض – غير ما حرّم القرآن والسنّة – كلها من الطيب المباح، الذي يجوز للإنسان أن يأكله، ويتمتع به في غير إسراف. ومعنى هذا أن التحريم هنا لم يأت ليسد الباب في وجه الإنسان، وإنما جاء خصيصا بعد تعميم واسع، يكفي الإنسان، ويحقق له كل ما يريد في حسه ونفسه، فما من شئ من هذه الأشياء المحرمة إلا ويقابله شئ حلال أطيب منه وأكرم، لا يلحقه شئ من ناحية الفساد أو ناحية الضرر… ثم إن هذا التحريم ليس تحريما أبديا، إذ روعي فيه أيضا نافذة الضرورة، فعندما توجد الضرورة يصبح استعمال هذا المحرّم جائزا، بقدر ما ندفع به هذه الضرورة… فروح التيسير موجودة في هذا التحريم الذي جاءت به هذه الآية الكريمة. والله أعلم

 

نلتقي الآن بتحريم تناول الدم المسفوح، وقد ورد بهذا الوصف في قول الله تعالى : ( قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (145) ) [ سورة الأنعام ] ، كما بلفظة « الدم » في المواضع الثلاثة الأخرى. وبداية نقول: للدم وظائف عديدة في جسم الحيوان، فهو الوسط الذي تنتقل خلاله المواد الغذائية (كالبروتينات والكربوهيدراتات والدهون وغيرها) والفيتامينات والهرمونات والأكسجين والمواد الضرورية الأخرى، إلى أنحاء الجسم المختلفة . كما أن الدم هو الوسط الذي يحمل الإفرازات الضارة والسموم والمواد التي يريد الجسم أن يتخلص منها (كالبول والعرق والبراز وغيرها). وإذا كان الحيوان مريضا، فإن الميكروبات تتكاثر في دمه، الذي يعمل كوسيلة لنقل هذه الميكروبات من عضو إلى آخر. هذا، إضافة إلى سموم هذه الميكروبات وإفرازاتها، فالدم هو الوسط الذي يحملها من مكان لآخر في الجسم… وفيما يلي نوجز أهم الأضرار التي توصل العلماء إلى تحديدها حتى الآن حين يتناول الإنسان « الدم »، شربا أو أكلا…

 

(1)يدعي الذين يستعملون دم الحيوان أنه غذاء جيد للإنسان، وهم مخطئون في هذا، فالدم يحتوي قدرا ضئيلا من البروتينات القابلة للهضم (كالألبومين والجلوبيولين والفيبرينوجين)، وكذلك الدهون، بينما يحتوي نسبة عالية من خضاب الدم (هيموجلوبين)، وهو بروتين معقد عسير الهضم، لا تحتمله المعدة. كما أن الدم إذا تخثر (تجلط) فإن هضمه يصبح أشد عسرا، لعدة أسباب، منها أن الفيبرينوجين من أسوأ البروتينات وأعسرها هضما… كما يحتوي الدم غاز ثاني أكسيد الكربون، وهو من الغازات السامة ، بل والقاتلة… وبالتالي فإن الإقدام على تناول الدم يؤدي إلى وقوع أضرار صحية جسيمة للإنسان.

 

أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً
مسلمون يقومون بذبح بقرة على طريقة الذبح الإسلامي

 

(2)يدعي الذين يستعملون دم الحيوان، شربا أو أكلا، أنه مفيد في معالجة عوز الدم (فقر الدم أو الأنيميا)، وهم مخطئون، لأن الحديد هنا حديد عضوي، أي أنه أقل وأبطأ امتصاصا في الأمعاء من الحديد اللاعضوي… فلا ضرورة إذن لاستعمال الدم كمصدر للحديد في حالات عوز الدم عند الإنسان، خصوصا وأن الحديد اللاعضوي ليس عسيرا على أن يحصل عليه، بل توجد مواد صيدلانية توفر له ما يريد. هذا، إضافة إلى أن بروتينات المصل توجد بنسبة ضئيلة إذ تبلغ نسبة الألبومين والجلوبين والفيبرينوجين ( وهو مولد الفيبرين أي اللفين)، 7 جرام/100 مللي ليتر من الدم في المتوسط… ثم إن خضاب الدم، أي هيموجلوبينه أو يحموره، يعد بروتينا عسر الهضم، وقد أشرنا إليه فيما سبق…

 

(3)إذا تناول الإنسان كمية متوسطة من الدم، فإنها قد تؤدي إلى حدوث اختلال ومرض دماغي يحدث على إثره سبات أو إغماء يعقبه الموت…تجري هذه الأحداث نتيجة ارتفاع نسبة البولة الدموية، وذلك بعد ما يتم حدوثه أيضا للبروتينات الموجودة في الدم. وتتفاعل الجراثيم والميكروبات الموجودة في معدة الإنسان مع الدم المشروب (أو المأكول) وتنتج عن ذلك أحماض أمينية ضارة ومركبات نشادرية سامة. تدخل هذه الأحماض والمواد إلى الدورة الدموية، ثم عن طريق الوريد البابي تدخل إلى الكبد، فتؤدي إلى انخفاض أدائه الوظيفي. كما تدخل هذه الأحماض إلى الدماغ (المخ) فتؤثر في خلاياه تأثيرات ضارة، تتدرج من الخمول وفقدان الوعي، إلى الذهول، والغيبوبة، ثم الموت.

 

أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً

أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً
صور لأبقار تم قتلها بالصعق الكهربائي في إحدى المسالخ

 

أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً

صورة لبقرة يتم قتلها بالصعق الكهرباء

 

(4)إذا تناول الإنسان دم حيوان، فإن يحموره (هيموجلوبينه) يخضع لعملية هضم، فيتحلل إلى جلوبين وهيماتين، ويتحد هذا الأخير مع مركب، أو يتحول إلى مركب جديد، وهو المركب الذي يتحد مع بروتينات دم الإنسان فيوقف عملها، فلا تؤدي وظائفها الحيوية الضرورية للجسم…!! وقد يدخل جزء من يحمور الدم المشروب كما هو على هيئته الأصلية إلى الدورة الدموية للإنسان، ويصل إلى الكلى ويتحول فيها إلى مركب يؤدي إلى حدوث هبوط في وظائف الكلى..!!

 

(5)أشرنا في بدايات كلامنا عن الدم إلى صلاحيته كوسط لنمو أنواع كثيرة من الجراثيم والميكروبات، لدرجة أنه يستخدم في المعامل (المختبرات) لصنع المزارع الدموية والحصول على « مستعمرات » ، أي جماعات جرثومية. ونضيف هنا أن العديد من السموم وثاني أكسيد الكربون والكرياتينين واليوريا، وحمض اليوريا (البول)، والمواد الضارة الناتجة عن الأيض (الاستقلاب) وغيرها، يتناولها الإنسان في الدم الذي يشربه أو يأكله، فتمتص هذه المواد ، وترتفع مستوياتها في الجسم… فتصور كم من الأمراض يمكن أن تصيب الإنسان…!! ومن المصادر العديدة للجراثيم التي تنمو في الدم كوسط غذائي ملائم لها: السكين (أو أداة الذبح)، والإنسان نفسه (الجزّار أو القصّاب) ، والآنية التي يوضع فيها الدم، والحشرات المترممة أو الماصة للدم، والهواء، وقد يكون الحيوان ذاته مصابا بمرض جرثومي…

 

(6)يحتوي دم الحيوان مضادات، يتفاعل معها الجسم ليولد الأجسام المضادة (أو الأجسام الضدية)، وقد يؤدي شرب الدم، وخصوصا إذا تكرر، إلى تفاعل هذه المضادات مع الأجسام الضدية، فيؤدي هذا إلى حدوث حساسية شديدة.

 

(7)هناك عامل نفسي، إضافة إلى كل ما أسلفناه، يجب أن يدركه الإنسان العاقل جيدا في تحريم الإسلام لتناول دم الحيوان، ذلك هو التشبه بالوحوش في شرب الدماء، فكيف بالإنسان يتصور نفسه وهو يشرب كوبا من الدم على المقهى مثلا… إن هذا يتنافى مع الفطرة السليمة والنفس السوية…. وبالرجوع إلى الآية القرآنية الكريمة : ( قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (145) ) [سورة الأنعام] ، يتضح أن المحرّم هو الدم المسفوح، أما القليل من الدم الذي يظل عالقا باللحم، فغير داخل في التحريم، لعدم إمكانية التحرز منه، وعدم تحقق الضرر فيه…

 

هذا، وإن كنا قد تحدثنا عن المخاطر الصحية والأضرار الطبية لشرب أو تناول الدم سائل، فإن الإنسان قد يتناوله في شكل غير سائل حين يأكل لحما ذبح بطريقة تؤدي إلى احتباس الدم بشعيراته الدموية، فإن هذا الدم يتجمد وينقل إلى الإنسان ما شرحناه مختصرا في الفقرات السابقة… والدول غير الإسلامية لا تبغي من وراء ذلك – غالبا – سوى تحقيق أكبر عائد وأرباح تجارية، إذ يزن دم كل ذبيحة عدة كيلوجرامات، إذ تمثل كمية الدم 1/13 من وزن الحيوان ، تقريبا، فلو كان وزن الحيوان 400 كيلوجراما مثلا، فإن الجهة المصدرة ستربح (400 × 1/13) 30 كيلوجراما، تقريبا، إذا صدرت الذبيحة بدمها، وإذا ذبح الحيوان بالطريقة الإسلامية فإنه يفقد 2/3 دمه ،، تقريبا، ويتبقى الثلث الأخير، وهو في الغالب غير ضار.

 

والذبح غير الإسلامي يؤدي إلى استنزاف 8 كيلوجرامات على الأكثر من كل ذبيحة، فالذبح الإسلامي إذن سيؤدي إلى خسارة تجارية قدرها 12 كيلوجرامات للمتعهد، فإذا احتوى الطن الواحد ثماني حيوانات بعظامها، فإن المتعهد سيخسر (8 ×12) 96 كيلوجراما، وإذا صدّر صفقة قوامها 500 طنا مثلا، فإنه سيخسر (5000 × 96) 480000 كيلوجراما ، ولك بعد ذلك أن تتصور حجم الخسارة بالدولار، حسب سعر اللحوم العالمي، إذا طبق النظام الإسلامي في المذابح والمسالخ في الدول المصدرة للحوم، وكثير منها دول غير إسلامية ، لا يهم المصدرون فيها سوى تحقيق الأرباح التجارية، ولذلك فإنهم يتعمدون حبس الدم في الذبائح، وذلك دون اعتبار لأية أضرار ستلحق بالناس، المهم هو المكاسب المالية، وليمرض المستهلكون، أو يموتوا، لا يهم…!! 

 

 

 

 

الاعجاز في الذبح على الطريقة الاسلامية و مقارنات علمية بينه وبين الطرق الاخري
 
 


مقارنات علمية بين طريقة الذبح الإسلامي وطرق الذبح الأخرى

إن إهمال ذكر اسم الله على الذبيحة يجعل من لحمها بؤرة تغص بالدماء سابحةً فيه الجراثيم، كما أن بقاء الدم في لحوم الذبائح التي لم يذكر اسم الله عليها يؤدي إلى تبقعها وفساد مظهرها مما يجعلها تفقد قيمتها التجارية، بالإضافة إلى سرعة فسادها عند التخزين مما يُلحق الضرر الاقتصادي بالمجتمع.

فما هو رأي الأطباء والمتخصصين، في بقاء هذه الجراثيم والدماء ضمن أنسجة اللحوم ومدى تأثيرها على الصحة العامة.

يقول الأستاذ الدكتور محمد منزلجي:

الفرق بين الذبح الإسلامي وغير الإسلامي، أي الغربي أنه كيف تخزن الدماء في الذبح غير الإسلامي لأنه نتيجة ضرب الدابة بالصعقة الكهربائية والبقرة بضرب البصلة السيسائية بواسطة (دبل بثنك) بغية تخريب المراكز العصبية والحركية والحسية في الذبيحة، ولذلك لا تستطيع هذه الذبيحة أن تطرد الدم المتبقي بها بحيث يعلقونها بعد ضربها وتصبح بدون حراك، وكذلك يبقى الدم محتقناً داخل الجثة خاصة عند سلخها نرى العروق السطحية الأوردة محتقنة. وعند ذبح أو قطع لحم من هذه الذبيحة يتنافر الدم ويخرج مثل الينابيع لأنه لا يخرج من الذبيحة لأنها سكتت عن الحركة. بينما الذبيحة الإسلامية تتقلص حتى آخر قطرة من الدم تخرج منها، لذلك عند جاهزية الذبيحة الغربية لا يمكن أن يستعملونها في الطبخ، وبذلك يخزنوها في البراد لمدة (24) ساعة حتى تقتل الجراثيم التي فيها وتمنع من تكاثرها الجيد في البيئة الدموية، لذلك يمنع الطهي قبل (24) ساعة حتى يستطيع المستهلك استعمال هذه الذبيحة. وعند التخزين يكون اللحم محتقناً ولونه قاتم، بينما تكون الذبيحة الإسلامية وردية مثل الصدف، وهذا مما يحرص عليه الشرع الإسلامي.

يقول الدكتور فؤاد نعمة:

طريقة التيار استخدمت تيار منخفض (75) فولت وطريقة (250) فولت. هنا الطريقة قد سببت للحيوان بعض المشاكل منها: الحيوان قد يموت أثناء عملية الصدم الكهربائي، إضافة إلى ذلك يمكن أن يحصل نزف في الدماغ ونزف في الأحشاء والعضلات، وهذا النزف يؤثر على جودة اللحم مما يفقده قيمته الحفظية ويسرع في عملية تفسخه.

طريقة المسدس لها خطورة للعاملين وأخرى تخرب الدماغ ولا يمكن الاستفادة منه ويمكن أن يحصل نزف في الدماغ وفي بعض الأعضاء المحيطة بالدماغ.

ولدى مقارنة الذبح الإسلامي مع الطرائق الأخرى (مسدس وصعق والغاز) نجد أن الذبح الإسلامي يعطي فرصة أكبر للنزف وبالتالي حركة الحيوان وهو حي كحرية وحركة القوائم الخلفية والأمامية أثناء الذبح تجعل هذا الحيوان أكثر استنفاذاً وأكثر استخلاصاً للدماء وبالتالي تكون الذبيحة مقارنة مع الطرق السابقة أفضل. وبالتالي تكون الذبيحة جيدة من الناحية الصحية والنزف يكون في حده الجيد.

يقول الأستاذ الدكتور إبراهيم مهرة:

يدعي بعض المستشرقين أن الطريقة الإسلامية في الذبح طريقة لا إنسانية ويستدلون على ذلك بالتقلصات والاختلاجات التي يقوم بها الحيوان بعد عملية الذبح.

والحقيقة أنه عكس ذلك تماماً فإن الطريقة الإسلامية في الذبح إذا أجريت بالطريقة الصحيحة تقطع الدم والهواء فوراً عن الدماغ فيصاب الحيوان بإغماء كامل ويفقد الحس تماماً والاختلاجات التي تحدث هي عبارة عن أفعال انعكاسية تخلِّص الذبيحة تماماً مما بها من الدم.

يقول الدكتور مروان السبع:

لقد كانت كل الفحوص الدموية والنسيجية كلها لمصلحة التكبير على اللحم. فاللحم الذي كبر عليه يكاد يكون طاهراً نظيفاً من كل تلوث ومن كل أثر للبقع الدموية والجراثيم والمستعمرات الجرثومية. أما اللحم غير المكبر عليه نجد أن الفحوص الدموية والنسيجية والصور التي عرضت بهذا الموضوع كانت موبوءة وملوثة بشكل كبير جدا ًلا يمكن إهماله ولا يمكن التغاضي عنه.

يقول الدكتور أنس الناظر:

عندما كنت في الخارج أثناء دراستي رأيت كيف يتماثل المرضى تماماً للشفاء من الكثير من الأمراض المعندة عند امتناعهم عن تناول اللحوم. كان تعليلي الأساسي لهذه الحالة هو أن هذه اللحوم غير مذبوحة على الطريقة الإسلامية، إما مخنوقة خنقاً أو مقتولة ثم مذبوحة، ولكن بعدما تم اكتشاف أن للتكبير هذه الأهمية الكبيرة في منع بقاء الدم ضمن الذبيحة وبالتالي منع التكاثر الجرثومي ضمن الذبيحة تبين لي تماماً أن هذا الموضوع ليس عن عبث أبداً. فالامتناع عن تناول اللحوم كتلك اللحوم التي لم يكبر عليها والتي تم التكاثر الجرثومي فيها لهذه الدرجة التي تحتوي الزيفان والانزيمات المفرزة من قبل الجراثيم هي بالتأكيد لحوم مسببة للمرض ليست شافية منه.

الأذيات التي تقوم بها العنقوديات هي أذيات خطيرة، فهي تستطيع إصابة الجلد، إصابة الأنف والأذن والحنجرة، وإحداث انتانات دموية شديدة قد تصل نسبة الوفيات فيها إلى (20%) خاصة لدى المرضى الذين لديهم عوز في المناعة. وتؤدي أيضاً إلى انسمامات غذائية حتى أن بعض الانزيمات

المفرزة من قبل هذه الجراثيم لها القدرة العالية على مقاومة الحرارة والعبور عبر الغشاء المخاطي للمعدة، فهي لا تنتظر أن تصل للأمعاء أو الأمعاء الغليظة أو الدقيقة، فهي تعبر عن طريق المعدة وتدخل إلى الدم وتدخل إلى باقي أنحاء الجسم. هذه الذيفانات أو السموم التي تفرزها الجراثيم العنقودية هي متنوعة وذات طيف واسع، فمن قدرتها على حل الدم إلى قدرتها على إحداث سمية بالكريات البيضاء التي تقوم بالدفاع عن الجسم.

فالطريقة الإسلامية تقتضي ذبح الحيوان حياً من الوريد إلى الوريد، مما يتيح للحيوان حرية الحركة وبالتالي الادماء الكامل. أما الطرق الأخرى المتبعة في أوروبا فتعتمد على إغماء الحيوان قبل ذبحه وهذا يؤدي إلى بقاء نسبة عالية من الدم في الذبيحة. وهذا الدم عبارة عن وسط نموذجي مثالي لتكاثر الأحياء الدقيقة. وبالإضافة إلى ذلك عندما يتحلل هذا الدم تنتج عنه مركبات سامة في جسم الإنسان.

هذه المركبات الناتجة عن التحلل قد تكون سامة إذا وصلنا لمرحلة الأحماض الأمينية الحرة وغالباً ما يحتوي الدم على هذه المركبات الآزوتية البسيطة. عندما يتم نزع مجموعة الآمين من الحمض الآميني تنتج أحماض كربوكسيلية وتتكثف هذه الأحماض ويمكن أن تعطي هذه مركبات أثراً سلبياً على صحة المستهلك.

إن التناول المتكرر للحوم غير المكبر عليها له أثر تراكمي سلبي على صحة الإنسان. يتجلى في تأثر نضارة البشرة وظهور آثار الهرم المبكر عليها إضافة إلى العديد من السلبيات التي يسببها تناول هذه اللحوم وهذا ما لمسته في البلاد التي كنت آنذاك للدراسة.

يقول الدكتور عادل محيو:

أيضاً نذكر بما أن الدم هو الوسط لنمو وتكاثر الأحياء الدقيقة فلا بد أن يحتوي حتى في حالة صحة الحيوان وحياته على بعض من المكروبات التي لا تجد بعد الذبح من يقاومها بتلاشي فاعلية التضاد من الأجسام المضادة.. وهذا بالطبع سيؤدي إلى سرعة

فساد اللحم فيما بعد وانعكاس هذه الخاصية على قابلية اللحوم والمنتجات اللحمية لصلاحيتها للاستهلاك البشري.

الدم إذا تركناه في درجة الحرارة العادية خلال (3-4) ساعات يمكن أن يفسد، فما بالك إذا كان في ظروف لا هوائية في داخل النسيج العضلي حتماً سوف يؤدي إلى سرعة فساد هذا اللحم وعدم قابليته للاستهلاك البشري، وبالمعايير حتى العالمية عدم صلاحيته.

في الخارج يصعقون الحيوان ويقولون ان هذا أكثر رأفة به من ذبحه
ويستدلون على أن طريقتهم أكثر رحمة بقلة تشنجات الحيوان بعد ذبحه بهذه الطريقة
!!!!!
بالرغم من أن هذه التشنجات لابد منها لأن عن طريقها يفقد الحيوان الكثير من الدم _ والذي يعتبر ميديا خصبة وغنية لنمو البكتريا !!!
سبحـــان الله

وهل عندهم علم بأن ألم الصعق أقل من ألم الذبح !!!!


صورة لطريقة صعق الحيوان

تم تصغير هذه الصورة … نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بمقاسها الحقيقي علما بأن مقاسات الصورة قبل التصغير هو 638 في 385


رفقا بالحيوان
ورفقا بآكل الحيوان
إذبحه

03/09/2003
نهى سلامة

هل يمكن أن يكون الصعق أكثر إنسانية!!

بين الحين والآخر تقوم الدنيا ولا تقعد بسبب الذبح الإسلامي،
ويتفنن البعض في البحث عن سلبيات جديدة، ويحلو له ترديد القديم دون تحقق أو بينة. وكانت آخر تلك الحملات ما ثار في إنجلترا حينما أصدر مجلس رعاية الحيوان FAWC تقريرًا في 10 يونيو 2003 يدعو فيه الحكومة البريطانية لمنع ذبح الحيوانات بالطريقة الإسلامية واليهودية؛
ذلك لما يعانيه الحيوان من قسوة ومعاناة أثناء الموت،
على حد وصف التقرير الذي يدعو الحكومة البريطانية إلى وضع قانون يؤكد على
ضرورة فقدان الحيوان الوعى قبل الذبح،
فيما يعرف
بالـstunning أو « التدويخ ».

ومنذ دهور الإنسانية الأولى عند بدء استئناس الحيوان،
كانت وسائل قتل الحيوان متناهية القسوة والبدائية،
وتمثلت في الشنق أوالخنق أو الطعن بالرماح في المخ؛
وهو ما دفع البعض إلى فهم الرمزية الدينية المواكبة للذبح على أنها مسوح تخفي وراءها القسوة والمعاناة.

ورغم أننا لسنا بصدد المقارنة بين الذبح الإسلامي الشرعي وطرق القتل الأخرى، فإنه جدير بالذكر أن أبحاثًا كثيرة ظهرت مؤخرًا تبين بالدلائل القاطعة مخاطر وسلبيات تلك الطرق على الحيوان وعلى الإنسان، كان من أشهرها دراسة ريبيكا سميث Smith Rebecca عضو الفيفا Vegetarians International Voice for Animals “viva”
والتي بينت بها مخاطر طرق التدويخ المعتمدة بدقة وشمولية،
وأوضحت أن غالبية الحيوانات فاقدة الوعي ترجع إلى وعيها أثناء نزفها قبل أن تموت.

كما أكد بحث آخر لـ د.Schultz من جامعة هانوفر بألمانيا في السبعينيات من القرن الماضي أن الآلام التي رصدها الرسم الدماغي بسبب « التدويخ » لا يمكن مقارنتها بالذبح الشرعي الذي لم يظهر أي آلام للذبيحة. وزاد أن القلب يتوقف بسرعة أكبر؛ وهو ما يؤدي إلى تسرب الدماء إلى اللحم.

الذبح الشرعي.. سنن وفوائد

للذبح آداب وسنن

ربما تكفينا هذه الأبحاث وتفتح شهيتنا إلى معرفة أكبر للذبح الإسلامي بتشريعاته وسننه وفوائده بدلا من الوقوف طويلا عند مقارنات تحدّث وأسهب فيها كثير من الباحثين.

فللذبح آداب وسنن وتشريعات قبله وبعده وأثناءه.
هذه السنن تضبط عملية الذبح وتهذبها وتنقلها من العادة إلى العبادة،
من مجرد عملية قتل لحيوان للاستفادة بلحمه وجلده

إلى إحياء لشعائر الله وتحقيق للغرض الذي خلقها الله من أجله وجعلها مسخّرة للإنسان.

وتسهيلاً وتوضيحًا لفوائد الذبح الشرعي نفصلها على كل جهاز من أجهزة جسم الحيوان:

أ – الجهاز الدوري:

قطع الودجين: Jugular arteries:
والودجان هما أكبر وريدين سطحيين في جسم الحيوان يمران بالرقبة،
ويستخدمان دائمًا في الحقن الوريدية.
وقطعهما أثناء عملية الذبح يؤدي إلى نزف أكبر كمية ممكنة من الدماء في أقل وقت ممكن؛ حيث تنزف الذبيحة ما يقرب من ثلثي كمية الدم الموجودة في جسم الحيوان.

ويعتبر التخلص من الدم أمرا بالغ الأهمية حيث إنه يعتبر أفضل وسط لتكاثر الميكروبات والكائنات الدقيقة، علاوة على ما يسببه من تبقع باللحم وإفساد للمظهر.

قطع السباتي: carotid:
وهو متصل مباشرة بالودجين من الناحية الداخلية، وقطعه يتسبب في عدم وصول الدم إلى المخ وإلى الأطراف الأمامية، ومن ثم إلى سرعة الوفاة وإعاقة مراكز الإحساس بالألم المركزية في المخ بسبب عدم وصول الدم إليها.


ب- الجهاز التنفسي:

يؤدي قطع القصبة الهوائية بالذبح إلى عدم وصول الهواء إلى الرئة؛
لأن ضغط الهواء داخل الرئة يكون مساويا للضغط الجوي الخارجي.
في هذه الأثناء يحاول الحيوان التنفس من الأنف،
ولكن الأكسجين أيضا لا يصل إلى الجسم فيساعد ذلك في سرعة الوفاة.
ويساعد وضع رقبة الحيوان إلى الخلف في إتمام عملية قطع القصبة الهوائية بإتقان، ويشتمل -ضمن أهميته أيضًا- منع سحب الدماء بواسطة السبابتين فتحدث الوفاة سريعًا وتفقد الذبيحة الوعي خلال ثوان معدودة.



ج- الجهاز الهضمي:

كما يؤدي قطع المريء إلى نزول إفرازات المعدة إلى الخارج بدلاً من ارتجاعها إلى القصبة الهوائية عبر المريء كرد فعل طبيعي أثناء الموت في حالة عدم الذبح؛
حيث إن دخولها إلى القصبة الهوائية يؤدي لدخول فضلات الطعام إلى الرئة والتي لا يزال بها بقايا من هواء؛ وهو ما يؤدي إلى نمو البكتيريا في هذا العضو الحساس بعد الوفاة مباشرة.


د- الجهاز العضلي:

تستمر العضلات في العمل لعدة ثوان بعد الذبح،
وربما دقائق؛
وهو ما يؤدي إلى استمرار دفع الدم من العضلات إلى خارجها عن طريق الانقباضات، ودفعه أيضا خارج الأوعية الدموية الفرعية إلى الأوعية الأساسية ومن ثم إلى الودجين المقطوعين. « تقلصات الموت » هذه تؤدي إلى نقص كمية الدماء الموجودة في العضلات بكميات كبيرة وتقليل الدم؛ الوسط المساعد للنمو البكتيري في الذبيحة.



هـ- الجهاز العصبي:

كما ذكرنا فإن قطع السباتي يؤدي إلى توقف الدماء الواصلة إلى المخ، ويعيق بذلك مراكز الشعور بالألم في الدماغ فلا تشعر الذبيحة بالألم. زيادة على ذلك فإن الفصل غير الكامل للحبل الشوكي يساعد في استمرار عمل الأعصاب الطرفية حتى بعد الوفاة؛ وهو ما يعطي وقتًا أكبر للتقلصات العضلية.

لذا فإنه يتبين لنا مما سبق أن الفكرة الأساسية للذبح ببساطة تعتمد دائما على نزف أكبر كمية من الدم قد تصل إلى ثلثي دم الذبيحة؛ وهو ما يحسن من كفاءة اللحم ومذاقه ويقلل من النمو البكتيري الضار به. كما تعتمد الفكرة على تجنب أكبر قدر من الألم عن طريق إعاقة مراكز الإحساس في الدماغ، زيادة على ضمان عدم دخول الطعام المرتجع من المعدة الأولى إلى الرئة.

وللذبح فوائد نفسية

إذا قتلتم فأحسنوا القتلة

والحقيقة أن الذبح الإسلامي يخفي قيمة أخرى عظيمة لا تقل أهمية عن طريقة الذبح نفسه، بل هي في الواقع المغزى الرئيسي وراء كل هذه المراسم الشرعية.
هذه القيمة تفيد الإنسان نفسه (الذي سيقوم بالذبح) قبل أن تفيد ذبيحته التي هي سائرة في كل الأحوال إلى الفناء.
يشير الرسول صلى الله عليه وسلم إلى هذه القيمة في قوله:

« ‏إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ » (رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه).

فالمطلوب إذن هو إتقان تصحبه مشاعر الإنسانية؛
فاتباع تعاليم الشريعة الإسلامية ينفي أي تأثيرات نفسية أو انعكاسات عاطفية من قسوة وإثارة لغريزة القتل أو حتى اعتياده.
ويحاط الإنسان أيضا بصمامات أمان تضمن إحساسه باستمرارية العبادة التي ينبغي ألا تنقلب إلى عادة بلا روح؛
فاستحضار النية صمام أمان وذكر الله وفرضية التصدق صمامات أخرى تحفظ الإنسان من الاندفاع وراء غرائزه وترك العنان لها. بل ينبغي وهو يأخذ في التنفيذ أن يهذب الوسائل وينظف الأداة ليكون جديرًا بتكريم الله له.

فليرفع كل مسلم رأسه مفتخرًا بما أولاه الله له من توجيه ورعاية في كل أمور حياته صغيرها وكبيرها، وليتعلم كيف يكون ثابتًا أمام التحديات التي تواجه عقيدته حتى وهو يذبح ذبيحته.

الذكاة الشرعية وآثارها الصحية



خالد بن عبدالرحمن الشايع
الباحث في الأخلاقيات الطبية
عضو الجمعية الدولية لتاريخ الطب الإسلامي


الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وبعد :

طرق ذبح الحيوان … أيها الصحي الرحيم ؟

لدى ذبح الحيوانات والطيور يؤكد الأطباء والمتخصصون على أهمية مراعاة الاشتراطات الصحية في الذبائح ، بالنظر إلى أن تلك الذبائح ولحومها قد تكون ناقلة أو مسببة لأمراض متفاوتة في خطرها ، بسبب طريقة ذبحها وطرق تخزينها .
وقد كان للرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام عناية عميقة بهذه المسألة ، يجدر أن نتوقف عندها ، مع بيان بعض المكتشفات الحديثة لهديه عليه الصلاة والسلام ، مما تتحقق به صحة الطاعمين لتلك اللحوم .
ومما تتعين ملاحظته أن التوجيه النبوي حيال تلك الذبائح لم يتضمن مراعاة شروط أداء شعيرة النسك فحسب ، بل إنه مراعٍ لصحة الإنسان أيضاً ، ومحقق للرفق والرحمة بالبهائم والحيوان .
وبرغم ما يصدر اليوم في بعض جهات العالم من اعتراض على الطريقة الإسلامية في ذبح الحيوانات بطريقة الذكاة الشرعية ، وبرغم انتشار عدد من الطرق في الإجهاز على الحيوانات والطيور كالصعق والتدويخ ( stunning ) وغيرها ، إلا أن الأبحاث الحديثة باتت تؤكد الفوائد الصحية للذكاة الشرعية ، وخطأ مخالفتها .

الذكاة حقيقتها وحكمها وآدابها :
بداية يحسن تعريف الذكاة الشرعية .
فالذَّكَاةُ في اللغة : إتمام الشيء ، فذبح الحيوان إتمام زهوق روحه .
وعرفها الفقهاء : بأنها ذبح أو نحر الحيوان البري المأكول المقدور عليه بقطع حلقومه ومريئه ، أو عقر الممتنع غير المقدور عليه منها .
والعقر : معناه الجرح .
والذبح : هو أن يقطع من الحيوان الحُلقوم والمريء وأحد الوَدْجَين .
والحُلقوم : هو مجرى النفس .
والمريء : مجرى الطعام .
والوَدْجَان : هما العِرْقَان المتقابلان المحيطان بالحلقوم . قال ابن حجر : الأوداج جمع وَدَجْ بفتح الدال المهملة والجيم ، وهو العِرْقُ الذي في الأخدع وهما عرقان متقابلان ، قيل ليس لكل بهيمة غير ودجين فقط ، وهما محيطان بالحلقوم .
والنحر : هو قطع لَبَّة الحيوان ، وهي وهدة بين أصل العنق والصدر بأن يطعن بمحدد ، وهو التذكية المسنونة للإبل ، لقوله تعالى : ( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ) [الكوثر : 2].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ويُقطع المريء والحُلقوم والودجان ، والأقوى أن قطع ثلاثةٍ من الأربعة يُبيح ، سواءٌ كان فيها الحُلقوم أو لم يكن ، فإن قطع الودجين أبلغ من قطع الحلقوم ، وأبلغ في إنهار الدم .
والتذكية واجبةٌ ، لا يحِلُّ شيءٌ من الحيوان المقدور عليه بدونها ، لأن ما لم يُذَكَّ يكون ميتةً ، والميتة حرامٌ بالإجماع ، إلا للمضطر ، قال الله تعالى : ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ ) الآية[المائدة : 3].
أما الجراد والسمك وكل ما لا يعيش إلا في الماء فيحِلُّ بدون ذكاة ، لِحِلِّ ميتته ، ففي المسند وغيره عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  » أُحِلَّت لنا مَيتَتَان ودَمَان ، فأما الميتتان فالحوت والجراد ، وأما الدَّمَان فالكبد والطُّحَال  » .
والذبح عبادة لله ، ومن شعائر التوحيد الخالص ، كما قال سبحانه :
( قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ) [الأنعام : 162 و 163]. وقال الله تعالى : ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ) [الحج : 34] .
فعلم بذلك خطأ كل من ذبح لغير الله ، وأنه مُشْرِكٌ ظالم ، حيث صرف عبادة الذبح لغير مستحقها ، وهو الله رب العالمين .
ولأجل هذا اشترط العلماء في صحة الذكاة أن يقول الذابح عند ذبحه : باسم الله ، لقول الله تعالى :
( وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ) [الأنعام : 121] .
وللعلماء تفصيل في هذه المسألة ، وفي التفريق بين الناسي والمتعمد .
قال العلامة ابن القيم رحمه الله : لا ريب أنَّ ذكر اسم الله على الذبيحة يُطيِّبها ، ويطرد الشيطان عن الذابح والمذبوح ، فإذا أخلَّ به لابَسَ الشيطانُ الذابحَ والمذبوح ، فأثَّر خبثاً في الحيوان ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذبح سمَّى ، فدلَّت الآية على أن الذبيحة لا تحل إذا لم يذكر اسم الله عليها ، وإن كان الذابحُ مسلماً .

جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية في شأن آداب الذبح :
يستحب في الذبح أمور منها:
أ – أن يكون بآلة حديد حادة كالسكين والسيف الحادين لا بغير الحديد; لأن ذلك مخالف للإراحة المطلوبة في قوله صلى الله عليه وسلم :  » وليرح ذبيحته  » .
ب – التذفيف في القطع – وهو الإسراع – لأن فيه إراحة للذبيحة.
ج – أن يكون الذابح مستقبل القبلة , والذبيحة موجهة إلى القبلة بمذبحها لا بوجهها ، إذ هي جهة الرغبة إلى طاعة الله عز شأنه ; ولأن ابن عمر – رضي الله عنهما – كان يكره أن يأكل ذبيحة لغير القبلة.
د- إحداد الشفرة قبل إضجاع الشاة ونحوها, واتفقوا على كراهة أن يحد الذابح الشفرة بين يدي الذبيحة .
هـ – أن تضجع الذبيحة على شقها الأيسر برفق.
قال النووي: جاءت الأحاديث بالإضجاع وأجمع عليه المسلمون, واتفق العلماء على أن إضجاع الذبيحة يكون على جانبها الأيسر لأنه أسهل على الذابح في أخذ السكين باليمين وإمساك رأسها باليسار، وقاس الجمهور على الكبش جميع المذبوحات التي تحتاج فيها إلى الإضجاع.
و- سوق الذبيحة إلى المذبح برفق .
ز- عرض الماء على الذبيحة قبل ذبحها .
ح – وإذا كانت الذبيحة قربة من القربات كالأضحية فيسمي ويكبر , ثم يقول: اللهم هذا منك وإليك فتقبله مني .
ط – كون الذبح باليد اليمنى .
ي – عدم المبالغة في القطع حتى يبلغ الذابح النخاع أو يُبِينَ (يفصل) رأس الذبيحة حال ذبحها ، وكذا بعد الذبح قبل أن تبرد ، وكذا سلخها قبل أن تبرد ، لما في كل ذلك من زيادة إيلام لا حاجة إليها . وكذا قطع عضو منها، أو إلقائها في النار بعد تمام ذبحها، وقبل خروج روحها. أو تحريكها ونقلها قبل خروج روحها .
ولا تحرُم الذبيحة بترك شيء من مستحبات الذبح، أو فعل شيء من مكروهاته; لأن النهي المستفاد من الحديث ليس لمعنى في المنهي عنه ، بل لمعنى في غيره, وهو ما يلحق الحيوان من زيادة ألم لا حاجة إليها , فلا يوجب الفساد.
والله أعلم . انتهى ملخصاً .

وليُرِح ذبيحته :
سنتوقف عند هذه القضايا في ضوء النصوص التالية ، ومنها :
ـ قول الله تعالى :
( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) [المائدة : 3].
ـ وفي الصحيحين عن رافع بن خديج قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  » ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكل ليس السن والظفر  » .
قال الإمام النووي : أنهره معناه أسالَهُ وصَبَّه بكثرة ، وهو مشَبَّهٌ بجرى الماء فى النهر .
ـ وفي السنن عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الأضاحي :  » أربعٌ لا يجزئن : العوراء البَيِّنِ عَوَرُها ، والمريضة البَيِّن مرضُها ، والعرجاء البَيِّن ظلعها ، والكسيرة التي لا تنقى  » .
ـ وفي صحيح مسلم عن أبي يعلى شداد بن أوس رضي الله تعالى عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :  » إن الله كتب الإحسان على كل شيء ، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتْلَة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبحة ، ولْيُحِدَّ أحدُكم شَفْرَتَه ، ولْيُرِحْ ذَبِيحَتَه  » .

قال العلامة ابن رجب رحمه الله :
والإحسان في قتل ما يجوز قتله من الناس والدواب إزهاقُ نفسه على أسرع الوجوه وأسهلها وأرجاها ، من غير زيادة في التعذيب ، فإنه إيلام لا حاجة إليه .
والقتلة والذبحة بالكسر أي الهيئة ، والمعنى : أحسنوا هيئة الذبح ، وهيئة القتل ، وهذا يدل على وجوب الإسراع في إزهاق النفوس التي يباح إزهاقها على أسهل الوجوه ، وقد حكى ابن حزم الإجماع على وجوب الإحسان في الذبيحة .
وفي هذا المعنى أحاديث كثيرة ، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم إحسان القتل والذبح ، وأمر أن تُحَدَّ الشَّفرة ، وأن تراح الذبيحة ، يشير إلى أن الذبح بآلة حادة تريح الذبيحة بتعجيل زهوق نفسها .
وخرج الإمام أحمد وابن ماجه من حديث ابن عمر قال : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحد الشِّفَار ، وأن تُوارَى عن البهائم ، وقال :  » إذا ذَبح أحدُكم فليجهز  » يعني فليسرع الذبح.
وخرج الخلال والطبراني من حديث عكرمة عن ابن عباس قال : مَرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ واضعٍ رِجْلَهُ على صفحة شاة ، وهو يحد شفرته ، وهي تلحظ إليه ببصرها ، فقال :  » أفلا قبل هذا ! تريد أن تميتها موتات !  » .
قال الإمام أحمد : يروى عن ابن أسباط أنه قال : إنَّ البهائم جُبِلَت على كل شيء ، إلا أنها تعرف ربها ، وتخاف الموت .
وقد ورد الأمر بقطع الأوداج عند الذبح ، كما خرجه أبو داود من حديث عكرمة عن ابن عباس وأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن شَرِيطَةِ الشيطان ، وهي التي تَذْبَحُ وتقطع الجِلد ، ولا تفري الأوداج .
وخرجه ابن حبان في صحيحه وعنده : قال عكرمة : كانوا يقطعون منها الشيء اليسير ، ثم يدعونها حتى تموت ، ولا يقطعون الودج ، فنهى عن ذلك .
وروى عبدالرزاق في كتابه عن محمد بن راشد ، عن الوضين بن عطاء قال : إنَّ جزاراً فتح باباً على شاة ليذبحها ، فانفلتت منه ، حتى جاءت النبي صلى الله عليه وسلم ، فأتبعها فأخذ يسحبها برجلها ، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم :  » اصبري لأمر الله ، وأنتَ يا جزار فَسُقْها إلى الموت سوقاً رفيقاً  » .
وفي مسند الإمام أحمد عن معاوية ابن قرة عن أبيه ، أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله إني لأذبح الشاة وأنا أرحمها ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم :  » والشاة إن رحمتها ؛ رحمك الله  » .
وقال عوف البكالي : إن رجلاً ذبح عجلاً له بين يدي أمه ، فخبِّل ، فبينما هو تحت شجرة فيها وَكْرٌ فيه فرخ ، فوقع الفرخ إلى الأرض ، فرحمه فأعاده في مكانه ، فرد الله عليه قوته .

الآثار الصحية السلبية للذبح بغير الذكاة الشرعية :
عوداً على استحضار الفوائد الصحية في الذكاة الشرعية فإن عدداً من الأبحاث التي ظهرت مؤخرًا تبين بالدلائل القاطعة مخاطر وسلبيات طرق قتل الحيوانات ما عدا الذكاة الشرعية ، وكان من أشهرها دراسة (ريبيكا سميث ـ Smith Rebecca ) عضو الفيفا (Vegetarians International Voice for Animals “viva ) والتي بينت من خلالها مخاطر طرق التدويخ المعتمدة بدقة وشمولية، وأوضحت أن غالبية الحيوانات فاقدة الوعي ترجع إلى وعيها أثناء نزفها قبل أن تموت.
كما أكد بحث آخر للدكتور ( Schultz ) من جامعة هانوفر بألمانيا أن الآلام التي رصدها الرسم الدماغي بسبب « التدويخ » لا يمكن مقارنتها بالذبح الشرعي الذي لم يظهر أي آلام للذبيحة.
وزاد أن القلب يتوقف بسرعة أكبر؛ وهو ما يؤدي إلى تسرب الدماء إلى اللحم.

الشروط المعتبرة في الهدي والأضاحي واحتياطات الصحة والسلامة :
اعتبرت الشريعة في الذبائح للهدي والأضاحي والعقيقة ونحوها أن تبلغ سناً محددة ، وأن تكون سليمة من العيوب ، وهذا الشرطان يسهمان في ألا يذبح حيوان إلا وهو صحيح سليم ، فلا يلحق طاعمه الضرر بإذن الله .

أما السن :
1) الإبل : ويشترط أن تكون قد أكملت خمس سنين .
2) البقر : ويشترط أن تكون قد أكملت سنتين .
3) المعز : ويشترط أن تكون قد أكملت سنة واحدة .
فقد روى جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :  » لا تذبحوا إلا مُسِنَّة ، إلا أن يعسر عليكم فتذبحوا جَذَعَةً من الضأن  » رواه مسلم .
والمسنة من الإبل : ما لها خمس سنين . ومن البقر ما له سنتان ، ومن المعز ما له سنة .
وتسمَّى المسنة بالثَّنِيَّة .
4) الضأن : ويشترط فيه الجَذَع ، وهو ما أكمل سنة ، وقيل : ستة أشهر .
فقد روى عُقبةُ بن عامر رضي الله عنه أنه قال : قلتُ : يا رسول الله أصابني جَذَع ، قال :  » ضَحِّ به  » رواه البخاري ومسلم ، وقال عُقبةُ أيضاً : ضَحَّينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بجذعٍ من الضأن  » رواه النسائي ، وقوَّى سنده ابن حجر ، وصححه الألباني .

أما السلامة :
فيشترط في الإبل والبقر والغنم أن تكون سالمةً من العيوب التي من شأنها أن تسبب نقصاً في اللحم ، فعن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الأضاحي :  » أربعٌ لا يجزئن : العوراء البَيِّنِ عَوَرُها ، والمريضة البَيِّن مرضُها ، والعرجاء البَيِّن ظلعها ، والكسيرة التي لا تنقى  » .
ويقاس على هذه العيوب ما في معناها : كالهتماء التي ذهبت ثناياها ، والعضباء التي ذهب أكثر أُذنها أو قرنها ، ونحوها من العيوب .

الآثار الإيجابية للرفق بالذبيحة وعدم إفزاعها قبل ذبحها :
مما تحسن الإشارة إليه أن التوجيه النبوي القاضي بإحسان ذبح البهيمة ، ومن هذا الإحسان أن لا تحد الشفرة أمامها وألا تذبح أخواتها أمامها ، مع ما تضمنه من الرحمة فإن له آثاراً إيجابية محققة لصحة لحوم تلك البهائم ، بخلاف ما لو لم تراع هذه الآداب ، حيث تتوتر تلك البهائم وتجفل لرؤيتها الذبح ومقدماته ، وقد توصلت أبحاث عدة ـ كما ينقل الأستاذ مدحت الأزهري ـ إلى أن توتر الحيوانات قبل ذبحها يؤدي إلى انخفاض ضغط دمها بدرجة ملحوظة؛ وهو ما يؤدي إلى تدفق دمائها عند شق القصبة اللهائية بصورة أكثر بطئاً.
فضلاً عن بقائها واعية وعلى قيد الحياة لفترة أطول. كما أن معدل نزفها حتى الموت يكون أسوأ كثيرًا.
ويؤدي توتر الحيوانات قبل ذبحها إلى الإضرار بالعديد من العمليات الكيماوية الحيوية في جسدها؛ فتتحول لحومها إلى لون أغمق، وتكون أكثر جفافًا وتيبسًا فيما يعرف باسم اللحم الداكن.
والمؤمن لا يبتغي بهذا الرفق سلامة لحم ذبيحته ، ولكن يحمله على ذلك امتثال أمر الله تعالى وأمر رسوله عليه الصلاة والسلام بالإحسان والرفق ، يبتغي بذلك الثواب من الله .

مزايا الذكاة الشرعية وأثرها على سلامة لحم الذبيحة :
توضيحًا لمزايا الذبح الشرعي ، أو الذكاة نورد ما ذكره المتخصصون من انعكاس الذكاة على كل جهاز من أجهزة جسم الحيوان:
أ – الجهاز الدوري:
قطع الودجين ( Jugular arteries ) : والودجان هما أكبر وريدين سطحيين في جسم الحيوان يمران بالرقبة، وقطعهما أثناء عملية الذبح يؤدي إلى نزف أكبر كمية ممكنة من الدماء في أقل وقت ممكن؛ حيث تنزف الذبيحة ما يقرب من ثلثي كمية الدم الموجودة في جسم الحيوان. ويعتبر التخلص من الدم أمراً بالغ الأهمية ، حيث إنه يعتبر أفضل وسط لتكاثر الميكروبات والكائنات الدقيقة، علاوة على ما يسببه من تبقع باللحم وإفساد للمظهر.
قطع السباتي ( carotid ) : وهو متصل مباشرة بالودجين من الناحية الداخلية، وقطعه يتسبب في عدم وصول الدم إلى المخ وإلى الأطراف الأمامية، ومن ثم إلى سرعة الوفاة وإعاقة مراكز الإحساس بالألم المركزية في المخ بسبب عدم وصول الدم إليها.
ب- الجهاز التنفسي:
يؤدي قطع القصبة الهوائية بالذبح إلى عدم وصول الهواء إلى الرئة؛ لأن ضغط الهواء داخل الرئة يكون مساوياً للضغط الجوي الخارجي.
في هذه الأثناء يحاول الحيوان التنفس من الأنف، ولكن الأكسجين أيضاً لا يصل إلى الجسم فيساعد ذلك في سرعة الوفاة.
ويساعد وضع رقبة الحيوان إلى الخلف في إتمام عملية قطع القصبة الهوائية بإتقان، ويشتمل -ضمن أهميته أيضًا- منع سحب الدماء بواسطة السبابتين فتحدث الوفاة سريعًا وتفقد الذبيحة الوعي خلال ثوان معدودة.
ج ـ الجهاز الهضمي:
كما يؤدي قطع المريء إلى نزول إفرازات المعدة إلى الخارج بدلاً من ارتجاعها إلى القصبة الهوائية عبر المريء كرد فعل طبيعي أثناء الموت في حالة عدم الذبح؛ حيث إن دخولها إلى القصبة الهوائية يؤدي لدخول فضلات الطعام إلى الرئة ، والتي لا يزال بها بقايا من هواء؛ وهو ما يؤدي إلى نمو البكتيريا في هذا العضو الحساس بعد الوفاة مباشرة.
د- الجهاز العضلي:
تستمر العضلات في العمل لعدة ثوان بعد الذبح، وربما دقائق؛ وهو ما يؤدي إلى استمرار دفع الدم من العضلات إلى خارجها عن طريق الانقباضات، ودفعه أيضاً خارج الأوعية الدموية الفرعية إلى الأوعية الأساسية ومن ثم إلى الودجين المقطوعين. « تقلصات الموت » هذه تؤدي إلى نقص كمية الدماء الموجودة في العضلات بكميات كبيرة وتقليل الدم؛ الوسط المساعد للنمو البكتيري في الذبيحة.
هـ- الجهاز العصبي:
كما تقدم فإن قطع السباتي يؤدي إلى توقف الدماء الواصلة إلى المخ، ويعيق بذلك مراكز الشعور بالألم في الدماغ فلا تشعر الذبيحة بالألم. زيادة على ذلك فإن الفصل غير الكامل للحبل الشوكي يساعد في استمرار عمل الأعصاب الطرفية حتى بعد الوفاة؛ وهو ما يعطي وقتًا أكبر للتقلصات العضلية.
لذا فإنه يتبين مما سبق أن الفكرة الأساسية للذبح ببساطة تعتمد دائما على نزف أكبر كمية من الدم قد تصل إلى ثلثي دم الذبيحة؛ وهو ما يحسن من كفاءة اللحم ومذاقه ويقلل من النمو البكتيري الضار به. كما تعتمد الفكرة على تجنب أكبر قدر من الألم عن طريق إعاقة مراكز الإحساس في الدماغ، زيادة على ضمان عدم دخول الطعام المرتجع من المعدة الأولى إلى الرئة.

وفي خلاصة أحد البحوث التي قام بها عدد من المختصين ( الذبح الإسلامي علم وتعاليم أم شعائر وطقوس؟ للدكتور مصطفى محمود حلمي، ومحمد عبد الله الصانع ونزار احمد النصف، ويوسف يعقوب السلطان ، الكويت ) قرروا ما يلي :
في خلاصة التجارب التي أجريت، وبتحليل نتائج المشاهدات الحقلية، تبين أن الذبح الإسلامي أكثر الطرق المعروفة إنسانية، وأفضلها صحياً، وأصلحها عملياً وعلمياً.
فباتباع تعاليم الشريعة الإسلامية، تنتفي أي تأثيرات نفسية، أو انعكاسات عاطفية، من قسوة، أو إثارة لغريزة القتل، أو تعود على سفك الدماء ويتجلى ذلك في فرضية الذكاة (والتي تشتمل دائماً على ذكر الإله)، وبهذا ينطمس شعور القتل، ويكتسب الذابح رهبة ذاتية. ويشعر بنقص قدراته أمام خالقه.
وعلى هذا فذكاة الذبيحة قد تخدم روحها- كما يقول البعض- إلا أنها أكثر أهمية للذابح، وأشد ضرورة لسلامته، ويتجلى هذا واضحاً من مراجعة آيات القرآن ، والقياس على سنن الصيد في الحديث.

أما عن وضع الحيوان أثناء الذبح، فقد قدمت البراهين التشريحية أنه يشتمل ضمن أهميته، منع سحب الشريانين السباتيين، ويضمن حدوثاً سريعاً للوفاة، وخلال 3- 5 ثوان في المتوسط يفقد الذبيح الوعي.
ويتجلي الدليل الوظيفي، في قاعدة قطع القصبة الهوائية مع (أو: دون) المريء، في حماية الرئتين بوسطهما الهوائي من وصول محتويات الكرش، حيث تنشط في الإسراع بالتعفن، والتعجيل بفساد الذبيحة.
وباختيار مكان القطع تبعاً للشرع الإسلامي، تتبين الحكمة في الوضع الأمامي للقصبة الهوائية نسبة إلى المريء، بحيث تأمن قطع الجهاز الهضمي، مع ما يصاحبه من انفعالات، قبل الجهاز التنفسي، حيث يفقد الحيوان وعيه أولاً ، وتصبح تشنجات الموت أكثر فاعلية في ضغط العضلات، لتفريغ محتواها من الدم.
وبمقارنة نسبة النَّزف بين ذبائح الطرق المختلفة، أثبتت الطريقة الإسلامية تفوقاً واضحاً في ضمان خروج نسبة أكثر (إحصائياً) من الدماء من جثث الذبائح.
وإن إزالة أكبر قدر ممكن من الدم، من أهم متطلبات الذبح، حيث يضمن فترة صلاحية طويلة للحوم، وطعماً شهياً، وتسويقاً ممتازاً، حيث يعتبر الدم أفضل وسط لتكاثر الميكروبات (الكائنات الدقيقة)، علاوة على ما يسببه من تبقع باللحم، ويفسد مظهرها.

العلاقة بين نزف الحيوان وجودة لحمه :
النَّزف: هو إزالة كل الدماء السائلة الموجودة بالذبيحة في أقل وقت ممكن؛ لأن الدم بيئة نموذجية لتكاثر كل أنواع الميكروبات. والحيوان الجيد الصحيح يكون نزفه شبه كامل ، وتكون لحوم ذبيحة هذا الحيوان صالحة للاستهلاك الآدمي لفترة طويلة عند الحفظ الجيد للحومه ، وهذا سر قوله تعالى: ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ … ) الآية .
وفي هذا يقول الباحث الدكتور يوسف عبد الرشيد الجرف مدير الإدارة البيطرية والمتخصص في مجال اللحوم يكتب مقالاً بعنوان : من أسرار الذبح الشرعي!! ويربط بين قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: :  » أربعٌ لا يجزئن : العوراء البَيِّنِ عَوَرُها ، والمريضة البَيِّن مرضُها ، والعرجاء البَيِّن ظلعها ، والكسيرة التي لا تنقى  » ، وبين ما يسميه المتخصصون « التيبس الرمي الصحي » ، وهي الحالة التي تحدث بعد الذبح نتيجة لانقباض العضلات القوي ، والتي تؤدي في النهاية إلى تجلط البروتين الخاص بالعضلات ( Coagulation of the actinomgoin ) والتي تؤدي إلى تماسك المفاصل والعضلات وتعرف هذه العملية بصلابة الذبيحة بعد الذبح.

وتكون نتيجة هذه العملية كالتالي:
(1) كلما كانت درجة نشاط العضلات قبل الوفاة قوية حدثت عملية التيبس الرمي بسرعة بعد الذبح.
(2) كلما زادت الحرارة زادت سرعة التيبس وكلما قلت الحرارة تعطلت عملية التيبس.
(3) كلما كان الحيوان قبل الذبح مريضاً أو مجهداً كانت عملية التيبس الرمي بطيئة وغير واضحة ، وهذا إعجاز آخر في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: :  » أربعٌ لا يجزئن : العوراء البَيِّنِ عَوَرُها ، والمريضة البَيِّن مرضُها ، والعرجاء البَيِّن ظلعها ، والكسيرة التي لا تنقى  » .
والكسيرة (أي الهزيلة العجفاء) أمّا المريضة : فقيل هي الجرباء ، ‌أو الهزيلة ، لأن الجَرَبَ يفسد اللحم و‌الوجه ، والمقصود اعتبار كل مرض يؤثر في هزالها وفساد لحمها.
أما البين عَوَرُها : فهي التي انخسفت عينُها وذهبت فإن ذلك ينقصها .
و‌‌البين عرجها : أي التي لا تتمكن من السير مع الغنم ، ولا تشاركها في العلف والرعي ، فتهزل فتكون عرضة للأمراض اليسيرة والخطيرة.

ويقول د. يوسف الجرف : بداية قبل أن تفكر في ذبح الحيوان يجب التأكد من الآتي:
(1) أن يكون الحيوان قد تم إراحته قبل الذبح على الأقل بـ12 ساعة وذلك لتجنب قلة النزف للذبيحة أو عدم جودة لحمها، وهذا من جملة المقصود من قول الرسول صلى الله عليه وسلم : « وليرح ذبيحته ».
(2) يجب أن يشرب الحيوان كميات كافية من المياه قبل ذبحه وذلك لتقليل الميكروبات الموجودة بالأمعاء ، وكذلك لتسهيل عملية السلخ ونزع الجلد، وهذا أيضا من آداب الذبح الشرعي.
(3) يجب كذلك تصويم الحيوان قبل الذبح بحوالي 12 ساعة وذلك لتقليل كمية البكتريا الموجودة بالأمعاء والتي تحدث مع عملية الهضم ، لأن الحيوانات الصائمة يكون النزف فيها أفضل ، ويكون لها شكل لحوم أفضل ، علماً بأن نظام التصويم هذا لا يشكل أي تعب على الحيوان.
لكن من المهم للغاية في عملية الذبح ألا يترك الحيوان فترة طويلة وهو ينتظر ذبحه ويرى غيره من الحيوانات وهي تذبح أمامه لأن هذا يتنافى مع الشرع الحنيف ، والعلم الحديث .
وقد تقدمت الإشارة إلى نتائج بعض الأبحاث حول هذه القضية .

ويقول د. الجرف : أما عن طريقة الذبح الإسلامية فتتلخص في الآتي:
(1) التسمية والتكبير.
(2) أن تكون السكين حادة ونظيفة هي وجميع أدوات الذبح والتقطيع عملاً بحديث رسول الله :  » ولْيُحِدَّ أحدُكم شَفْرَته  » .
(3) أن يبدأ الذبح بسرعة ، وأن تمشي السكين على الرقبة دون انقطاع ثلاث مرات ، وبطريقة مستعرضة وموازية للرقبة ، وليست رأسية ، ولا يكون القطع على شكل وَخْزٍ ، بل ذبح.
(4) يجب أن يكون القطع بالسكين (الذبح) ليس قريباً جداً من الصدر ، أو قريباً جداً من الرأس ، لأنه في هذه الحالة يكون قريباً جداً من حلقات القصبة الهوائية التي قد يؤدي الذبح منها إلى الاختناق قبل ذبح الحيوان ، بل يجب أن يكون الذبح في منتصف الرقبة تقريباً ، أو ما يساوي 12 سم من نهاية الرأس.
والله أعلم .


وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

————————————————

من المراجع :
ـ تفسير ابن كثير .
ـ الصحيحين والسنن وشروحها .
ـ الاختيارات العلمية لشيخ الإسلام ابن تيمية .
ـ زاد المعاد للعلامة ابن القيم .
ـ جامع العلوم والحكم للحافظ ابن رجب .
ـ المغني لابن قدامة .
ـ شرح عمدة الأحكام للشيخ البسام .
ـ الملخص الفقهي للشيخ صالح الفوزان .
ـ الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة لجماعة من العلماء .
ـ الموسوعة الفقهية الكويتية .
ـ بحث (الذبح الإسلامي علم وتعاليم أم شعائر وطقوس؟ ) د. مصطفى محمود حلمي، محمد عبد الله الصانع نزار احمد النصف، يوسف يعقوب السلطان ، الكويت .


 

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *